التشنج والصرع
حالة مرضية لها العديد من الأسباب كما أن لها العديد الأنواع، وتحديد
الأنواع يعتمد على الصورة التي تظهر بها الحالة على الطفل ومن ثم يلاحظها
الوالدين على طفلهم، والتشنج كنوبة مرضية تحدث بصورة متقطعة وتختلف من طفل
لآخر، ويكون الطفل طبيعياً بين النوبات، كما أن الطبيب عادة لا يكون
متواجداً وقت حدوث النوبة، ولعدم وجود وسائل التشخيص التي تعطي النتائج
الكاملة فإن التشخيص يعتمد في الدرجة الأولى على القصة المرضية.
ما هي القصة المرضية ؟
القصة المرضية هي ما
يقوله المريض أو الوالدين للطبيب من شكوى عن حالة طفلهم ووصفهم لها ، مع
الإجابة بكل صدق عن جميع الأسئلة والاستفسارات عن حالة الطفل العامة ، وعن
التشنج بصفة خاصة ، كما يكون هناك أسئلة عن الأمراض والحالات التي أصابت
الطفل في السابق، وهناك أسئلة عن العائلة وأمراضها فقد يكون في تلك الأسئلة
الإجابة عن حالة الطفل ومسببات المرض.
ما هي الأسئلة التي يمكن للطبيب سؤالها للمريض ؟
هناك
العديد من الحالات التي تشابه الصرع في أعراضها مثل حركة الأطراف أو فقد
الوعي، وللتفريق بينهما فإن الاعتماد على ما يقوله المريض ذو أهمية كبرى،
والمريض مهما كان عمره قد لا يتذكر ما جرى له قبل أو أثناء النوبة ، ولكن
ما يعطيه من معلومات قد تكون هي الطريق الوحيد للتشخيص، وهناك العديد من
الأسئلة التي يمكن للطبيب سؤالها للمريض ومنها:
" كيف كان الشعور قبل
حدوث النوبة؟
" هل كانت هناك علامات للنسمة ( أعراض تحذيرية ، وما هي ؟ )
"
هل أحسست بأعراض غريبة قبل النوبة مثل الصداع، ألم في الصدر وغيرها ( وهي
علامات
" حالات مرضية مثل الشقيقة، أمراض القلب، الخوف)
" هل تم
تناول أدوية قبل النوبة ، وما هي ؟
" هل تتذكر ما جرى لك؟
" كيف
كانت هي أعراض النوبة ؟
" هل كانت هناك أعراض بعد النوبة ؟
" هل كان
هناك غيبوبة خلال أو بعد النوبة ؟
" كم عدد النوبات التي حصلت ؟
" ما
هي مدة كلاً منها ؟
" في أي وقت من اليوم تحدث النوبات عادة؟
" هل
هناك عوامل تساعد على حدوث النوبة ؟
" هل سبق حصول مسببات تؤدي للصرع
مثل الحوادث، ضربة على الرأس، صعوبة الولادة وغيرها؟
" هل هناك أحد
أفراد العائلة مصاب بالصرع ؟ وما هو نوعه أو أعراضه؟
ما هي أهمية
ملاحظة الوالدين للنوبة التشنجية ؟
على الوالدين دقة ملاحظة النوبة
التشنجية وعدم الخوف على الطفل، فالحالة لا تصيب الطفل أمام الطبيب ولكن في
المنزل، هذه الدقة في الملاحظة قد تعني الكثير للطبيب في تحديد نوع الحالة
والعلاج المناسب لها، ففي بعض الحالات تزيد الأم في وصفها للحالة تهويلاً
للفت انتباه الطبيب وجعل الحالة أكثر خطورة وهذا خطأ شائع في المجتمع....،
أو أخفاء بعض المعلومات ، لذا ننصح الوالدين بدقة الملاحظة وعدم الخوف على
الطفل، ومن أهم النقاط :
" كيف حدثت النوبة ؟
" ماذا كان الطفل يعمل
قبل حدوث التشنج ؟
" وصف دقيق لما حدث ؟
" ما هو العضو الذي تحرك
أولاً ؟
" ما هي المدة التي أستغرقها التشنج؟
" هل كان لدى الطفل
حرارة ؟
" ماذا حدث بعد التشنج ؟
كل هذه النقاط ستكون طريقة تساعد
الطبيب المعالج على معرفة الحالة، نوعها، تطورها، والعلاج اللازم لها.
ما
هي الظروف المحيطة بالنوبة الصرعية ؟
الإجابة على تلك النقاط يمكن أن
تدلنا على حدوث تشنج كاذب من عدمه، كما نوع الصرع أن وجد:
" متى حدثت
النوبة ؟ صباحاً، خلال النوم، بعد الاستيقاظ من النوم
" هل كان سهراناً
ويعاني من نقص النوم ؟
" هل كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة ؟
" كيف
كانت حالته النفسية ؟ هل حدثت مضايقات له ؟
" هل زادت سرعة تنفسه قبل
حدوث النوبة ؟
" هل يستخدم أدوية معينة؟ هل توقف عن استخدام أحد تلك
الأدوية ؟
" هل أصابته ضربة ؟ أو كان هناك حادث له ؟
" هل ظهر طفح
جلدي على جسمه ؟
" هل كان هناك إسهال أو تطريش ؟
" هل كان هناك صداع ؟
كيف حدثت النوبة ؟
الصورة
الدقيقة لكيفية حدوث النوبة الصرعية تساعد كثيراً على تشخيص الحالة ونوعها،
ولكن الملاحظ أن الرعب على الطفل يصيب الوالدين خوفاً عليه وعلى أمل
مساعدته، ولكنهم يفتقدون ملاحظة ما يجري للطفل، من هنا ننبه على أنه مهما
عمل الوالدين فلن يستطيعوا إيقاف نوبة التشنج عند بدايتها، لذا عليهم
ملاحظة ما يجرى لنقل الصورة الحقيقية للطبيب، ومن أهم النقاط:
" كيف
حدثت النوبة ؟
" ما هي مدة النوبة ؟ دقائق، ثواني ؟
" هل تكررت
النوبة ؟ وما هي عدد مرات التكرار؟
" هل بدأت في أحد الأطراف ثم أنتقل
إلى طرف آخر؟
" هل بدأت في جميع الأطراف دفعة واحدة؟
" هل ظهرت على
شكل بحلقة فقط؟
" هل هناك حركات متكررة في الأطراف بدون تشنج ؟
" هل
هناك حركات غير طبيعية في العينين ؟
" هل انقلبت العينين حيث لم يتبقى
سوى بياض العين ؟
" هل توقف التنفس قبل أم بعد النوبة ؟
" هل ازرقت
شفتاه؟
" هل خرج الزبد من فمه ؟
" هل سقط على الأرض بعنف أم بروية ؟
" هل
فقد التحكم في البول والبراز ؟
" هل فقد الوعي مع النوبة أم بعدها ؟
" ماذا
حدث بعد النوبة؟ النوم، التهيج، أم لم يحصل شيئاً
القصة المرضية
السابقة للطفل ؟
النوبة الصرعية قد لا تحدث مباشرة بعد حدوث المسبب، فقد
تحدث بعد سنوات من ذلك، لذلك فإن معرفة القصة المرضية السابقة تدلنا على
نقاط سابقة قد تكون هي السبب في حدوث تلك النوبة الصرعية، ومن تلك النقاط :
" كيف
كان الحمل ؟
" كيف كانت الولادة ؟ هل كان هناك مشاكل أو صعوبات ؟ هل
أحتاج إلى رعاية خاصة بعد الولادة؟
" ما هو وزن الطفل عند الولادة؟
" ما
هي نقاط التطور الحركي والفكري؟ متى بدأ الجلوس، الوقوف، المشي، الكلام،
الخ.
" ما هي قدراته الدراسية والفكرية ؟
القصة المرضية
للعائلة :
تلعب الوراثة دوراً بسيطاً في حدوث الصرع، ولكن معرفة بعض
النقاط قد تدلنا على المسببات، ومنها:
" هل حدث في العائلة تشنج حراري؟
" هل
حدث في العائلة أي نوع من أنواع الصرع، وما هو ؟
" هل في العائلة مشاكل
أيضية ؟
" هل في العائلة مشاكل في الغدد ؟
" هل في العائلة مشاكل في
الكلى، وما نوعها؟
هل يحتاج التشخيص إلى أجراء تحاليل أو أشعات ؟
التشخيص
يعتمد في الدرجة الأولى على القصة المرضية كما ذكرنا سابقاً ، ونركز على
هذه النقطة لأهميتها، ولكن في بعض الأحيان يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوص
المخبرية والأشعات لاستبعاد بعض الأسباب التي تؤدي إلى التشنج ولكنها ليست
بحالات صرع، كما أن بعض الفحوص قد تدل على السبب، وهنا لابد من التذكير بأن
الطبيب يعرف ما هي تلك الفحوص ومتى يتم طلبها، وليس رغبة الوالدين في
أجرائها، ومن هذه الفحوص :
صورة كيماويات الدم : فنقص الكالسيوم كمثال
يؤدي إلى حالة تشبه الصرع ولكنها ليست بصرع، كذلك بعض المعادن الأخرى مثل
الصوديوم، المغنيسيوم، نقص السكر، وغيرها.
Metabolic screeningالتحليل
الأيضي وهي تحاليل خاصة لبعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الوراثة.
" الأشعة
المقطعية للدماغ CT scan, MRI وهي تعطي صورة لما بداخل الدماغ من أجزاء
وأنسجة، ويستخدم لمعرفة وجود عيوب خلقية في الدماغ ، كما قد يظهر صورة عن
تلف في الدماغ جرى من سنوات نتيجة لجلطة دماغية ، كما يظهر وجود أورام
دماغية أو عيوب في الأوعية الدموية الدماغية.
" التخطيط الكهربي للدماغ
EEG: ويكشف لنا النشاط الكهربي للدماغ لمعرفة وجود بؤر كهربية في الدماغ،
وما هو مكانها، ونوعية هذه الإشارات، وهي صورة غير دقيقة حيث أن هناك 10%
من المصابين بالصرع لديهم تخطيط طبيعي ، كما أن هناك نسبة من الأطفال
الطبيعيين لديهم رسم كهربي غير طبيعي، ومن الملاحظ كذلك أن التخطيط الكهربي
للدماغ لا يعطي تشخيصاً عن الحالة أو نوعها سوى في القليل من الحالات
والتي يعرفها الطبيب من الوصف العام للحالة.
هل التخطيط الكهربي للدماغ
يقوم بتشخيص التشنج ؟
هناك أنواع معينة مميزة يكون لها شكل خاص من خلال
عمل التخطيط الكهربي للدماغ، والطبيب يستطيع معرفة تلك الأنواع من خلال
القصة المرضية، ولكن قد يكون التخطيط سليماً في طفل مصاب بالصرع ، كما قد
يكون غير طبيعي في طفل سليم.
هل يحتاج الأمر إلى متخصص في الجهاز
العصبي لتشخيص حالة التشنج ؟
التشنج حالة مرضية معروفة لها قواعد معينة
للتشخيص، والبداية تكون عادة عند حضور الطفل بعد حالة التشنج إلى الإسعاف ،
وعادة يكون هناك التشخيص المبدئي ، ثم تكون المتابعة مع طبيب العائلة أو
طبيب الأطفال ، وكلاهما مؤهلين لتشخيص الحالة وإعطاء العلاج اللازم ، وفي
القليل من الحالات التي تكون فيها الصورة غير واضحة، أو لا يتم السيطرة على
نوبات التشنج، يقوم طبيب الأطفال بتحويل الطفل لاستشاري أعصاب متخصص في
الأطفال لأخذ مرئيا ته عن التشخيص والعلاج ، وتكون المتابعة بعد ذلك مع
طبيب الأطفال حتى يبلغ الثالثة عشر من العمر.
هل يمكن أن يكون هناك
خطأ في التشخيص ؟
التشخيص يعتمد في الدرجة الأولى على القصة المرضية
التي يرويها الوالدين، وإذا كانت تلك القصة دقيقة ففي الغالب لا يكون هناك
خطأ في التشخيص، ولكن في بعض الحالات تكون هناك صورة شبيهة بالتشنج، ومن
بعض الأسباب الأكثر انتشارا للنوبات غير الصرعية والتي يمكن أن نطلق عليها
النوبات الكاذبة:
" الحالات الوهمية النفسية ( الهستيرية )
" توقف
التنفس
" نوبات حبس النفس
" الرجفة / الرعشة
" الصداع النصفي
"
انخفاض ضغط الدم
هل يمكن الخطأ في تشخيص حالة الصرع ؟
بعض
الأطفال يعانون من نوع من أنواع الصرع، وخصوصاً نوبات التغيب، فما يظهر على
الطفل يبدو للآخرين كأحلام اليقظة أو أنه يحملق في الفضاء، مع تغير مفاجئ
في الوعي فلا يستجيب للتنبيه الشفهي أو عند تحريكه، ولكن ليس هناك تشنجات
طرفية واضحة، تلك الحالة قد لا يأخذها الوالدين كنوبة تشنج، والشرح الدقيق
يدل الطبيب على التشخيص.
أسئلة يجب على المريض وعائلته طرحها على
الطبيب المعالج:
الصرع حالة مرضية مزمنة ، قد تأخذ مجراها مع المريض
سنوات طوال، كما أنها قد تتغير إلى شكل آخر بعد مدة من الزمن، والعلاج
الدوائي هو الأساس لتقليل عدد النوبات ، وللصرع تأثيرات على المريض سواء
المخاطر أو الانعكاسات النفسية ، والعملية العلاجية تعتمد على معرفة المريض
وعائلته لحالة الطفل والأسلوب الأمثل للمعايشة معها للحصول على أفضل
النتائج، وللحصول على المعلومة طرق عديدة منها النشرات والكتب، ولكن تلك
تعطي صورة عامة عن الصرع، ولكن يجب على الوالدين تبادل المعلومات مع الطبيب
المعالج للحصول على المعلومة الصحيحة ، ومن أجل ذلك نقترح عليهم بعض من
تلك الأسئلة التي تساعدهم على تفهم الحالة ، ومنها:
" ما هو نوع الصرع
لدى الطفل ؟
" لماذا حدث ؟ ( الأسباب المتوقعة )
" هل ستسمر
النوبات في الحدوث؟
" ما هي احتمالات التغير في حالة الطفل ؟
" هل
يحتاج التشخيص إلى أجراء اختبارات معينة ؟ و ما هي ؟
" كيف يمكن علاج
الحالة ؟
" هل هناك أشياء يمكن عملها للتقليل من عدد النوبات ؟
"
ما ذا يمكن عمله إذا لم ينفع الدواء الموصوف ؟
" ما هي الحالات الطارئة
التي تستدعي نقل المريض للإسعاف ؟
" كيف أحصل على معلومات كافية عن
الصرع ؟
" هل هناك مؤسسة ترعى المصابين بالصرع ، وما هو عنوانها ؟