عواصف ثلجية تجبر سكاناً لبنانيين على هجر مناطقهم
لبنان - عواصف ثلجية لم يعهدها لبنان منذ سنوات طويلة، يكاد الجنرال الأبيض يطغى على كل شيء،
أغلق الطرقات الجبلية واحتل المنازل، وسط موجة صقيع دفعت ببعض سكان هذه المناطق للهجرة إلى مناطق أكثر دفئاً، خاصة لمن استطاع اليها سبيلاً.
كاميرا “العربية” جالت على بعض تلك المناطق الجبلية النائية لاستطلاع أحوال أهلها، وسط أزمة في الطاقة الكهربائية وغلاء في أسعار المحروقات الضرورية للتدفئة، وبصعوبة بالغة وصل فريق القناة إلى إحدى القرى الجبلية ليجد المنازل مغلقة والصمت المهيب يطبق على المكان. وبدخول الفريق إلى قلب العاصفة – كما يقال – لاحظ أن سكان هذه المناطق قد هجروها بسبب موجة الصقيع هذه، لكن فجأة صادف وجود أشخاص في هذا المكان ودخل لاستطلاع أحوال من هم بداخله.
إنهم جورج وشقيقتاه يملكون هذا المحل التجاري لبيع مونة الشتاء الغذائية، مدفأة المازوت تحتل صدارة المكان وكأنها تحرسهم من برد الشتاء، إلا أن لسان حالهم يختصر معاناة سكان هذه المناطق، فغلاء مادة المازوت الأساسية للتدفئة قد استنزف جيوبهم.
وقالت ماري الحاج (ربة منزل): “نحتاج إلى 4 ملايين ليرة في خلال موسم الشتاء للتدفئة، الوضع الاقتصادي صعب وحركة المرور في هذه المنطقة خفيفة جداً، بدك تقول ما في موسم!”.
جورج الذي فضل عدم الحديث أمام الكاميرا، يرى أن الازمة في سوريا ساهمت في ارتفاع أسعار مادة المازوت بعد أن توقفت عمليات التهريب التي كانت تجري سابقاً.
أما جورج الحاج فيتمتم أمام الكاميرا: “شو بدنا نعمل ما قادرين نعمل شي؟”.
موسم الشتاء هذه السنة وإن حمل معه نعمة المطر والثلوج، الذي يبشر بموسم سياحي شتوي ناجح، إلا أن هذه النعمة تحولت الى نقمة لمعظم سكان المناطق الجبلية بسبب غلاء أسعار المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي وسط موجات من العواصف الثلجية المتتالية على لبنان هذه الأيام.