صمت النجم الأرجنتيني 77 دقيقة في الكلاسيكو الأسباني ليتكلم في الوقت
المناسب والقاتل بتمريرة سحرية منحت البارسا فوزاً مستحقاً ،على عكس
البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي دخل اللقاء بقوة وأحرز هدفاً لكنه خرج مع
نهاية الشوط الأول ولم يعد..وكالعادة يقود ميسي فريقه للفوز بالكلاسيكو
تلو الأخر حتى لو لم يسجل،في الوقت الذي تتوالى فيه إخفاقات كريستيانو أمام
برشلونة مهما سجل من أهداف.
وفي مقارنة سريعة بين أداء النجمين خلال كلاسيكو الذهاب بكأس ملك إسبانيا
والذي إنتهى بفوز كتالوني بهدفين مقابل هدف،فسنجد أن هذا الكلاسيكو هو من
أقل المواجهات التي ظهر فيها ميسي رغم أنه صاحب تمريرة الفوز.
التراجع في أداء البرغوث الأرجنتيني كان له العديد من الأسباب ولعل أهمها
الحصار الرهيب الذي فرضه عليه مورينيو في وسط الملعب من خلال لاسانا ديارا
و"الجزار البرتغالي " بيبي .
وتعرض ميسي لكل أنواع الضرب والطرق غير المشروعة لإيقاف خطورته ،وهو ما نجح
فيه الريال خاصة خلال الشوط الأول الذي لم يظهر خلاله سوى مرتين ..الأولى
بتسديدة قوية أنقذها كاسياس في الدقيقة 25 ..والثانية في الدقيقة 32 عندما
أهدى فابريجاس تمريرة رائعة داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 32.
الخشونة التي تعرض لها ميسي طوال شوطي اللقاء دفعته إلى الخوف من فرط العنف
المستخدم من قبل لاعبي الريال ،ويكفي القول أن من بين 4 بطاقات صفراء حصل
عليها لاعبو الريال كانت 3 منها بسبب ميسي ومن نصيب كوينتراو وكاليخون
وكارفاليو.
ورغم الغياب غير المعهود للنجم الأرجنتيني وعدم ظهوره بمستواه معظم فترات
اللقاء ،إلا أنه رفض أن يمر اللقاء دون أن يضع بصمته بتمريرة سحرية لم
يراها إلا هو وأبيدال بعد أن خدع الجميع على طريقة السحرة الكبار وأهدى
النجم الفرنسي الكرة داخل منطقة الجزاء كي يحرز هدف الفوز وربما يكون هدف
التأهل للدور قبل النهائي لكأس إسبانيا ،والملاحظ أن ميسي تنفس الصعداء بعد
خروج ديارا قبل الهدف الثاني وهو الأمر الذي منحه كثير من الحرية.
في المقابل وبالحديث عن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فسنجد أنه قدم
شوط رائع وإتضح من طريقة لعب الريال إنها مبينة على إنطلاقات هذا النجم في
الجبهة اليسرى لدرجة أن كل لاعبي الريال كانوا يرسلون الكرة إلى هذا
المكان دون حتى أن يتأكدوا ما إذا كان رونالدو موجود أم لا.
وبالعودة للهدف الذي أحرزه رونالدو الذي يبدو أنه أصبح يسجل في برشلونة
خلال لقاءات الكأس فقط ..سنجد أنه ترجمة حرفية لفلسفة مورينيو الهجومية في
هذا اللقاء والتي لم يكن يملك سواها طوال اللقاء،عندما إنطلق رونالدو في
الجبهة اليسرى بتمريرة من بنزيمة وإخترق منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية زاحفة
يتحمل جزء كبير من مسئوليتها الحارس بينتو بعد أن مرت من بين قدميه وسكنت
شباكه.
محاولات رونالدو إستمرت على فترات من الشوط الأول لدرجة جعلت جوارديولا
يدفع بجيرارد بيكيه في هذه المنطقة خاصة في الأوقات التي كان يتقدم فيها
داني ألفيس.
توقع الجميع أن يواصل رونالدو غزواته الهجومية من هذه الجبهة في الشوط
الثاني وهو ما لم يحدث ليختفي رونالدو عن الأنظار تماما ويتوه بين دفاعات
البارسا وتتوه معه الملامح الهجومية للريال الذي وقف عاجزاً خلال الشوط
الثاني عن الوصول لمرمى برشلونة بإستثناء هجمة وحيدة إنتهت بضربة رأس لكريم
بنزيمة إرتدت من القائم.