ما بين الألعاب وشاشات الكمبيوتر والتلفزيون.. أصبحت عيوننا أكثر تعرضا للإجهاد مر يوم الزفاف بإبهاره، وذهب الزوجان إلى عش الزوجية ليقضيا أجمل وأكثر أيامهما متعة حتى انتهى شهر العسل وبدأت مركب الحياة تسير، يتعاون كل منهما على طريقته حتى تصل إلى وجهتها التي ينشدها كل إنسان وهي الاستقرار والأمان بكل أنوعه سواء كان نفسيا أو ماديا، ويرزقهما الله ثمرة حبهما طفلاً جميلاً يمنح حياتهما نوعاً من البهجة ويحملها مزيدا من المسئولية.
لكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن ويحدث آخر ما كان يتوقعه الزوج وما كانت تتخيله الزوجة، يفقد رب الأسرة والمصدر الأساسي للدعم المادي وظيفته، يحاول البحث في كل مكان لتعويض ما فقد والحصول على عمل جديد لكن يطول الانتظار وتمر الأيام، تتراكم بها أعباء الزوج والزوجة من كل جانب حتى تكاد تفقد مركب حياتهما الحركة ويصيبها الشلل، ويسيطر على عقل وقلب الزوجة حيرة ما بعدها حيرة تساورها أصعب تساؤلات قد تطرح عليها وهي:
- أتترك زوجها وتنجو بنفسها من هذه الحياة؟
- أم تتحمل وتقاسي معه؟
- أتستمع إلى كلماته الملحة بأن تتركه بمشاكله وتذهب لبيت أهلها حتى تمر الأزمة؟
- أم تبحث عن عمل لتمد مركب حياتهما ببعض الدفع لتسير من جديد؟
إنها تساؤلات يمثل كل واحد منها صعوبة واختباراً أقسى من الآخر، لكن دائما هناك حلاً لكل مشكلة وبصيصاً من النور في أي ظلام، إنها الحياة التي خلقها الله الذي لا يخلق داء إلا وجعل له دواء، وهنا بعض النصائح الفعالة يقدمها لك خبراء علم الاجتماع لمن حلت بحياتها هذه الأزمة، ولمن نطلق عليها بلغتنا وثقافتنا العربية "الزوجة الأصيلة" فهيا نتعرف عليها:
تمثل البطالة ظاهرة خطيرة يعاني منها العالم كله، وهي في ارتفاع متزايد مثلها مثل قائمة الوفيات وحالات الطلاق، كأهم وأخطر الأحداث التي تمر بحياة كل شخص، فمن أصعب اللحظات على الزوجة عندما تعود من عملها إلى المنزل لتجد زوجاً عاطلاً في انتظارها، مستلقيا على الأريكة والفوضى تعم البيت.
بالطبع هو يعاني اكتئاباً وإحراجاً شديداً، لكن ليس لهذا الحد الذي يخلق منه إنساناً عديم الفائدة حتى داخل بيته، ليترك كل شيء في حالة مزرية دون أن يهتز له جفن.
إليك الحلول:
خلق نوع من التوازن الفطن:
بالطبع يسبب فقدان الزوج لعمله نوعاً من الضغط على العلاقة الزوجية لأسباب واضحة، فبعيدا عن العبء المالي الذي يسببه على عماد المنزل، هناك مشكلات نفسية تقع على عاتق الزوجة، وخاصة العاملة مثل مواجهة حالة من العزلة والاكتئاب.
فبعد أن كان عملها جزءاً ثانوياً، أصبحت هي الآن المصدر الوحيد للدخل وتتفاجأ بعبء تسديد فواتير ومصروفات الأسرة المختلفة على أكتافها، وهذا ليس كل شيء إنما عليها في الوقت نفسه القيام بدور الناصح، القائد، المبهج لرفع الحالة المعنوية لزوج يعاني ضعفاً وجرحاً لرجولته أمام زوجة كان من المفروض عليه تحمل مسئوليتها كاملة وخاصة في عالمنا العربي.
فعلا المرأة في هذا الموقف الصعب لابد لها من عمل توازن بين شريكة الحياة الحنونة وقائدة المنزل الحاسمة، لأنها عندما تمارس دور الراعية لأسرتها عليها إتقان مهارة توجيه التعليمات لزوجها بطريقة غير مباشرة حتى لا تسبب له أي جرح أو إحراج قد يحدث شرخا في الحياة بينهما، فالدفع المتهور يسبب جفوة وبروداً.
توقع ما سيأتي :-
بأسرع ما يمكن وبعد فقدان الزوج لعمله، علي الزوج والزوجة أن يجلسا معا لوضع خطة مستقبلية ليس فقط من أجل البحث عن عمل جديد للزوج، بل أيضا لوضع طرق فعالة لتقليل حدة ما سيظهر من اضطرابات تصحب التوتر الأسري الناتج عن بطالة الزوج.
هذا لأن الأيام القادمة لن تكون سهلة، وعلى الزوجين توحيد طريقة تفكيرهما للتوصل إلى حل سريع وفعال للتعامل مع الضغوط التي يمكن أن تسبب انهيار الزواج خلال هذه الظروف القاسية.
وتعتمد خطة إنقاذ الحياة الزوجية والأسرية على
الخطوات التالية:
1- ممارسة واتخاذ موقف يتعامل مع الزوج العاطل على أنه حالة طارئة سهلة القيادة:
الرفض المتكرر في عملية البحث عن وظيفة شيء قاس، لكن إدراك كلا الطرفين أن هناك وظيفة جديدة سوف تظهر يوما ما إذا كان لديهما نوع من التركيز والتعاون، لذا يجب الحفاظ على روح متفائلة تتقبل أن ذلك اختباراً وضعكم الله به حتى يعلمك درسا أو حكمة ما.
2- إذا كان لديك أطفال يجب مصارحتهم بحقيقة الموقف:
من الأفضل التعامل مع الموقف بطريقة واقعية، لكن من وجهة نظر متفائلة نحو المستقبل، لأنها ليست نهاية العالم، ومن الممكن تخطي المحنة معهم كالآتي:
- التخطيط لقضاء وقت أسري لمناقشة ما تعانيه الأسرة من مشاعر مشتركة، مشكلات مالية، أولويات وكيفية المساهمة وبذل الجهد المشترك لتخفيف التوتر بالبيت.
- التوضيح بأن على كل فرد في العائلة التضحية لفترة مؤقتة مثل التخلي عن بعض الرفاهيات أو التسوق الغير ضروري، هذا حتى يحصل والدهم على وظيفة جديدة.
- تذكير الأطفال بأنكم جميعا يجب أن تكونوا يدا واحدة حتى تتمكنوا من تخطي الأزمة ويتحول الحال للأفضل؛ لأن بالاتحاد يصبح الناس أقوى لمواجهة ما قد يحدث من مشكلات أخرى في ظروف مشابهة.
3- وفري على الأقل ليلة واحدة لتختلي بنفسك أو مع أصدقائك:
من المهم أن توفر الزوجة لنفسها ولو يوماً واحداً تنفرد بنفسها خلاله، وبهذا هي تساعد زوجها على تفهم أن الوقت الذي تقضيه لنفسها وسيلة تعينها على تحسين علاقتها به، وحتى في أفضل الظروف يجب أن يوفر الإنسان بعض الوقت لنفسه يمارس خلاله ما يفضل من هوايات واهتمامات.
4- تحفيز الزوج على اعتناق محفزات التفكير الإيجابي:
دائما ذكري نفسك وزوجك بتجنب التفكير الهدام، فعليه إلغاء فكرة أنه قد لا يتمكن من إيجاد وظيفة، كما يجب الالتزام بالتفكير الإيجابي ويتحقق ذلك من خلال تقوية العلاقة والإيمان بالله وتأدية الصلوات وقراءة القرآن؛ حيث تنعكس على النفس بنوع من تلبية للاحتياجات البدنية، المعنوية والزوجية ومن أجل العلاقة ككل.
هذا بالإضافة إلى الاستمرار في التحدث معا؛ لأن التواصل الدائم يخفف من الألم الناتج عن آثار الاكتئاب وتقوية احترام الشخص لنفسه.
5- تقبل حقيقة أن الحياة يوم حلو ويوم مر:
خُلق الإنسان في كبد، تمر عليه أوقات صعبة، حزينة وأوقات سعيدة، فعليه مناقشة العبرة من الأيام السعيدة وما يجعلها تأخذ هذا الشكل مع التفكير في طرق للحفاظ على رفع الطاقة الإيجابية، مثل الذهاب للنوم في موعد محدد، الاستيقاظ معا، ممارسة التمرينات الصباحية وتأدية الصلوات وغيرها.
حافظي على نظام حياتي بقدر المستطاع مثل الالتزام بالمواعيد من خلال تسجيلها في أجندة لكلا الزوجين، تحتوي على مواعيد مقابلات التقدم لوظيفة جديدة، المواعيد الخاصة، وممارسة التجول في المنطقة كنوع من التمشية أو التنزه.. إلخ.
6- تجنبي الانسحاب والعزلة بسبب ظروف زوجك:
يمكن أن تسبب بطالة الزوج نوعاً من الانسحاب والبعد عن الناس، لذا تجنبي العزلة الاجتماعية، من خلال المحافظة على حضور المناسبات الخاصة، الزيارات العائلية فهم أقرب الناس لكم، ولا خجل من إشراكهم فيما تعانون من مشكلات.
لأن الإنسان في هذه الظروف بحاجة إلى مزيد من الدعم والمساندة، وعلى عكس تفكيرك سوف يشعر الأهل والأصدقاء بأنك تقدرهم عندما تشركهم معك في همومك ليبحثوا معك عن الحلول المناسبة، وهذه من وسائل التقرب والتماسك بين أفراد المجتمع الواحد.
7- الترويح عن النفس بممارسة بعض الأنشطة:
بالتأكيد تعاني الأسرة من ضائقات مالية بسبب فقدان الزوج لعمله، لكن هذا لا يمنع من ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية الغير مكلفة معا للترويح عن النفس ورفع الروح المعنوية مثل:
- الذهاب إلى الحدائق العامة.
- زيارة بعض المتاحف.
- التنزه في الهواء الطلق.
- ركوب الدراجات.
- التركيز على وقت المرح ونسيان القلق بشأن الحصول على وظيفة تماما.
وفي النهاية تقبلي أن زوجك يعاني وقتاً صعباً وأنت كذلك، لذا لا تتوقفي عن الدعاء والصلاة ليمدك الله بالقوة والصبر والبصيرة لتحدي وتخطي الصعوبات، ولا تنسي أن كل شيء بالحياة يأتي لكي يمر، وهذا ما سيحدث لزوجك الذي فقد عمله وسوف يجد غيره.