أحزان صحراوية
الشاعر الأردني الراحل
تيسير السبول
من زمــــــــانْ
من تجاويف كهوف الأزلية
كان ينساب على مدّ الصحارى العربية
ليّنا كالحــلم سحريا شجيا
كليــالي شهرزادْ
يتخطى قمم الكثبان
يجتاز الوهادْ .
من زمـــانْ
شربتْ حسرة ذاك الصوت
حبّات الرمـــــالْ
مزجتــــه في حناياها
أعادته إليّــــا
ليّنا كالحلم سحريا شجيــا
فكأني قد تنفّسْت شجونهْ
وكأن الصوت في طيّـــات صدري
رجّــــع اليوم حنيـــــنهْ
فأراهْ
بدويا خطّت الصحراء لا جدوى خطــــاهْ
موحشا يرقب آثار الطلـــول .
من زمــــــــانْ
غير أني
كلما استيقظ في قلبي اشتياقْ
لمزيد من تداني والتصاقْ
كلما ضجّ نداء البوح
في أرجـــــاء ذاتي
كلما بوغــتّ أني
أتناهى بانسراب اللحظات
كلما أحسست أني
بعض دفء الآخرين
خلتني عدْت أراه
بدويا خطّــت الصحراء لا جدوى خطاهْ
سار في عينيه وهج الشمس
والرمل وعود برمــــــــالْ
ومدى الصحراء صمت
وعذابات ارتحـــالْ ،
فتغنّـى
وسرى الصوت على مدّ الصحارى العربيةْ
مودعا في الرمل غصّات أغانيــــه الشجيـــةْ