[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد ان محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه.
أهلا وسهلا بأعضاء منتدى
شؤون بيئية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية
، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية.... ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات...
وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Er
nest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها ب
أنها
"العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا
العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو
تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص
المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه وال
هواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.
ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها
الكائنات
الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار
الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر
من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود
هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغنا
طيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.
فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.
وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:-
والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكو
ن الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع م
كوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السي
د يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن
نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة"
. و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق وا
لحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير...
ولعل
فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان
أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.
عناصر البيئة:-
يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-
وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما أولاً:- الجانب المادي:- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كا
لمسكن
والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية،
ثانياً الجانب الغير مادي:- فيشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده
وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم
تلقائية كانت أم مكتسبة.
وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع
أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومق
وماتها
وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن
يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.
البيئة والنظام البيئي
يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي ت
قوم
بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية
ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من
تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البي
ئية
الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في
الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات،
والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غي
ر
الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ
الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري
والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام ا
لبيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.
خصائص النظام البيئي:- ويتكون كل نظ
ام بيئي مما يأتي:-
أ.كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بو
ساطة
عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر
الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما
تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من
ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
ب.كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات ال
مستهلكة
والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب
كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد
مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه
الكائنات
المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على
هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها
تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من
أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على
تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد
منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.
الإنسان ودوره في البيئة
يعتبر
الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي
البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام
ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي
والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته
إلى الغذاء والكساء.
وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى
مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى
استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل
فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على
حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:-
-الغابات: الغابة نظام بيئي شديد
الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها
أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن
المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
-المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور
في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
-النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن
النظم
البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن
العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر
من العلاقات بي
ن المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخد
م
الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه
الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال
العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بع
وامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
-النباتات
والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض
عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن
البيئية.
أثر التصنيع والتكنولوجيا الحديثة على البيئة
إن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى اضطراب ا
لسلاسل الغذائية، وانعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته كما يتضح
مما يلي:-
-تلويث
المحيط المائي: إن للنظم البيئية المائية علاقات مباشرة وغير مباشرة بحياة
الإنسان، فمياهها التي تتبخر تسقط في شكل أمطار ضرورية للحياة على
اليابسة، ومدخراتها من المادة الحية النباتية والحيوانية تعتبر مدخرات
غذائية للإنسانية جمعاء في المستقبل، كما أ
ن ثرواتها المعدنية ذات أهمية بالغة.
-تلوث
الجو: تتعدد مصادر تلوث الجو، ويمكن القول أنها تشمل المصانع ووسائل النقل
والانفجارات الذرية والفضلات المشعة، كما تتعدد هذه المصادر وتزداد
أعدادها يوماً بعد يوم، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني
أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد
والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية وال
عناصر المشعة. وإذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تأثيرات واضحة على الإنسان وعلى كائنات البيئة.
-تلوث التربة: تتلوث التربة نتيجة استعمال المبيدات المتنوعة والأسمدة وإلقاء الفضلات الصناعية، وينعكس ذلك
على الكائنات الحية في التربة، وبالتالي على خصوبتها وعلى النبات والحيوان، مما ينعكس أثره على الإنسان في نهاية ا
لمطاف.
الإنسان في مواجهة التحديات البيئية
الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وك
ما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحي
وانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء
الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة.
وتعتمد
استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات
البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-
أ.كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء
لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.
ب.كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل
إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.
ت.كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.
ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن
أي
إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن
نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حيا
ة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-
أ.تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.
ب.تخصيب
البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين
عندما
يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة،
ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة
هذه
الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ،
حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست
هناك حقوق دون واجبات.
وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو ج
لياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]