قوله تعالى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ الآية 151 . قال السدي: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أُحد متوجهين إلى مكة،
انطلقوا حتى بلغوا بعض الطريق ثم إنهم ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم
حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم، ارجعوا فاستأصلوهم، فلما عزموا
على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما عزموا، وأنـزل
الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ الآية 152 . قال محمد بن كعب القرظي: لما رجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أُحد، قال
ناس من أصحابه: من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر؟ فأنـزل الله
تعالى:
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ الآية إلى قوله:
مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أُحُد.
قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ الآية 161 . أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد
الحيري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو عبد الله بن عمر بن أبان قال:
حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال:
فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين، فقال أناس: لعلّ النبيّ
صلى الله عليه وسلم أخذها، فأنـزل الله تعالى:
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قال حصيف: فقلت لسعيد بن جبير: ما كان لنبي أن يغلّ، فقال: بل يغل ويقتل.
أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب
الطبراني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي حدثنا أبو عمر حفص بن
عمر الدوري عن أبي محمد اليزيدي قال عن أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد عن
ابن عباس: أنه كان ينكر على من يقرأ: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ
يُغَلَّ) ويقول: كيف لا يكون له أن يُغَلَّ وقد كان يُقتل؟ قال اللهتعالى:
وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ ولكن المنافقين استهموا النبيّ صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة، فأنـزل الله عز وجل:
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ .
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد
الأصفهاني قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا
وكيع عن سلمة عن الضحاك قـال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع،
فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة وقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع
شيئا، فلما قدمت الطلائع قالوا: قسم الفيء ولم يقسم لنا، فنـزلت:
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قال سلمة: قرأها الضحاك يغلّ.
وقال
ابن عباس في رواية الضحاك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في
يده غنائم هوازن يوم حنين غلّه رجل بمخيط، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة: نـزلت وقد غلّ طوائف من أصحابه.
وقال
الكلبي ومقاتل: نـزلت حين ترك الرماة المركز يوم أُحد طلبًا للغنيمة،
وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله صلى الله عيه وسلم: "من أخذ شيئًا فهو
له"، وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: "ظننتم أنا نغلّ ولا نقسم لكم"، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
وروي عن ابن عباس: أن أشراف الناس استدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصصهم بشيء من الغنائم، فنـزلت هذه الآية.
قوله تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ الآية 165 . قال ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام
المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهـم الفداء، فقتل منهم سبعون وفر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلموكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، فأنـزل الله تعالى:
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ إلى قوله:
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ قال: يأخذكم الفداء.