لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كثيراً من الزوجات هداهن الله تفشي أسرارها الزوجية حتى أصبحت حديث المجالس النسائية.
لذا
جاءت التعاليم القرآنية والتوجيهات النبوية والمبادئ التربوية والإجتماعية
السليمة بما يكفل المحافظة على كيان الأسرة المسلمة ويزيد متانة روابطها
وتماسك علاقة أفرادها لتبقى العلاقة الزوجية سامية وسالمة من الأمراض المعنوية والمشكلات الأخلاقية والأحداث المؤلمة المبكية ومن ذلك الأمر بالستر وحفظ أسرار الأسر والنهي عن كل قول وفعل يجلب لها ضرراً أو يمنع عنها نفعاً.
ويمكن
أن نعرف أسرار العلاقة الزوجية بأنها جميع الأحداث والأحوال وما يصاحبها
من أقوال وأفعال داخل الأسرة التي لا يرغب أحد أفرادها أن يعرفها الآخرون.
هذه الأسرار الزوجية قد تكون إيجابية أسرار حسنة أو سلبية أسرار سيئة.
فالأسرار
الإيجابية عندما تفشى وتذاع عند الآخرين فإنها تولد في نفوس بعضهم ما لا
تحمد عقباه من حسد أو حقد أو كره ومكر ولأن هذه العواقب تحدث حقيقة في
نفوس بعض البشر فقد حذر يعقوب - عليه السلام - ابنه يوسف - عليه السلام -
من إخبار إخوته بالرؤية التي رآها قال تعالى {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ
تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ
الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يوسف5.
فالحدث
إيجابي وأوصى يعقوب يوسف - عليهما السلام - بعدم إفشائه حتى لإخوته لكيلا
يحدث شيئ من تلك العواقب السيئة وقد قيل : ماكل مايعلم يقال وما كل مايقال
يقال في كل الأحوال ولكل الناس.
وقد
تكون الأسرار الزوجية سلبية - خلقية - وعندما تفشى هذه الأسرار يقع
المتحدث بها أولاً في الغيبة التي حرمها الله - عز وجل - وتوعد عليها
رسوله صلى الله عليه وسلم - قال تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا ) سورة
الحجرات (12)
وقد
توعد الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجة التي تفشي أسرار الزوجية الخاصة
بوعيد شديد ففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم -: ( إن من أشر
الناس يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه
مسلم قال الصنعاني : أي تفشي سره.
ومن أبرز أسباب إفشاء الأسرار الزوجية :
*
عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته مما
يدفعه إلى إفشائها إما بحثاً عن علاج وإما تخفيفاً من ألم الكتمان ومنها
قلة العقل والدين فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث بأي حديث قد يجلب
له ضرراً أو يدفع عنه خيراً والدين يردعهما عن كل قول وفعل لا يرضاه الله
ورسوله - صلى الله عليه وسلم.
ومن
الأسباب كثرة الخلطة بالآخرين فعندما يجلس الزوج والزوجة مع الآخرين فترات
طويلة فإنه لا بد أن يحدثهم ويحدثونه فيكثر الكلام حتى يصل إلى تلك
الأسرار.
ومنها
كذلك عدم جلوس أفراد الأسرة ( الزوجين والأبناء ) مع بعضهم كثيرا حتى
يتكلم كل فرد للآخر مما يجعل بعض أفرادها يضطر إلى الحديث عما في نفسه إلى
الآخرين ومن بين الأسباب الكبر والغرور الذي يدفع الإنسان إلى التباهي بما
يملك وما لا يملك والحديث به أمام الآخرين.
وقد وصف الحكماء من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر قال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق!!
إذا
ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق كما وصفوه بالغافل
عن حذر العقلاء ويقظة الأذكياء قال حكيم: انفرد بسرك ولا تودعه حازماً
فيزل ولا جاهلاً فيخون.
كما أن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التي لا تفشي سراً أو تنقل كلاماً قال جرير يرثي زوجته في عفافها ومحافظتها على أسرار بيتها :
كانت إذا هجر الحليل فراشها خزن الحديث وعفت الأسرار
إن
نقل أسرار العلاقة الزوجية- أسرار البيت- خارج نطاق الأسرة الزوجية يعني
ازدياد اشتعال نارها واضرام نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراماً
يذهب مابقي من أواصر المحبة بينهما.
وكتمان الزوجين أسرار بيتهما يعقبه السلامة وإفشاؤه يعقبه الندامة
وصبرهما على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه
وإن
نفد الصبر على كتمان السر ثم عجزتما عن إيجاد العلاج له بنفسيكما فابعثا
حكما من أهله وحكما من أهلها يصلحا ما قد فسد ويقوما ما قد أعوج وإن لم
تجدا فهناك الإستشارات الأسرية والعائلية عبر المواقع الإكترونية ومكاتب
التوفيق الإجتماعي ولجان الإصلاح في المحاكم الشرعية وغيرها من وسائل
الإصلاح والتوفيق.
وأخيرا
: إن على الزوجين التواصي دائما بما فيه صالح حياتهما الزوجية ومن ذلك
التواصي بحفظ أسرارهما العائلية وعدم نقلها خارج عش الزوجية لأن حفظ أسرار
البيت من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستمرارها.
فأفشاء الأسرار في العلاقة الزوجية يهدد كيان الأسرة ويفتك بها, وحفظ
الأسرار يساهم في استقرارالأسرة وسعادتها, فهذه رسالة موجهة الى كل زوجين
مخلصين..
وقسمت الدراسة الأسرار إلي ثلاثة أنواع:
الثاني:
هو الذي يمكن البوح به للزوج أو الزوجة أو الأصدقاء المقربين, ويتعلق
بمشاكل والحالة المادية, وهذا النوع من الأسرار يمثل60% من أسرار
الإنسان.
يعتبرافشاء المرء لسرغيره خيانة ومذموم بل ان الميت
يكره لمن يغسله ان يتحدث بما يراه من سوء عليه, فحفظ السر للحي والميت,
وكذلك الأسرارالزوجية تحفظ اثناء بقاء العلاقة الزوجية وبعد وفاة
أحدالطرفين أوحصول الطلاق..
(87)
منقول للإفادة.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.