منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer
مواضيع مماثلة

     

      حفظ الخواطر

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    علي أسامة (لشهب أسامة)
    المدير العام
    المدير العام
    علي أسامة (لشهب أسامة)


    الأوسمة وسام العضو المميز
     حفظ الخواطر 41627710
    الجنـسية : gzaery
    البلد : الجزائر
    الجنـــس : ذكر
    المتصفح : fmfire
    الهواية : sports
    عدد المساهمات : 26932
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 24/10/2008
    العمر : 31
    الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
    المزاج : nice
    توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

     حفظ الخواطر Empty
    مُساهمةموضوع: حفظ الخواطر    حفظ الخواطر I_icon_minitimeالأحد 18 ديسمبر - 18:55


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :



    اعلموا انه علينا حراسة الخواطر وحفظها،

    والحذر من إهمالها والاسترسال معها،

    فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء،

    لأنها هى بذر الشيطان، والنفس فى أَرض القلب،

    فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات،

    ثم يسقيها حتى تكون عزائم،

    ثم لا يزال بها حتى تثمر الأَعمال

    ولا ريب أن دفع الخواطر أَيسر من دفع الإِرادات والعزائم،

    فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة،

    وهو المفرط إذا لم يدفعها وهى خاطر ضعيف،

    كمن تهاون بشرارة من نار وقعت فى حطب يابس،

    فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها،



    فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟



    قلت: أسباب عدة:

    أحدها:

    العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.

    الثانى:

    حياؤك منه.

    الثالث:

    إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر فى بيته الذى خلقه لمعرفته ومحبته.

    الرابع:

    خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.

    الخامس:

    إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.

    السادس:

    خشيتك أن تتولد تلك الخواطر يستعر شرارها

    فتأْكل ما فى القلب من الإيمان ومحبة الله

    فتذهب به جملة وأنت لا تشعر.

    السابع:

    أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذى يلقى للطائر ليصاد به،

    فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة فى فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

    الثامن:

    أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة

    لا تجتمع هى وخواطر الإيمان ودواعى المحبة والإنابة أصلاً،

    بل هى ضدها من كل وجه،

    وما اجتمعا فى قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه وأخرجه واستوطن مكانه

    فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة فأَخرجتها واستوطنت مكانها،

    لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه.

    التاسع:

    أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له،

    فإذا دخل القلب فى غمراته غرق فيه وتاه فى ظلماته

    فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلاً،

    فقلب تملكه الخواطر بعيد من الفلاح معذب مشغول بما لا يفيد.

    العاشر:

    أن تلك الخواطر هى وادى الحمقى وأَمانى الجاهلين،

    فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزى،

    وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس وعزلته عن سلطانها

    وأفسدت عليه رعيته وأَلقته فى الأسر الطويل

    كما أن هذا معلوم فى الخواطر النفسانية



    فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية هى أصل الخير كله،

    فإن أرض القلب إذا بذر فيها خواطر الإيمان والخشية

    والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاء الثواب،

    وسقيت مرة بعد مرة،

    وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها،

    أثمرت له كل فعل جميل،

    وملأت قلبه من الخيرات،

    واستعملت جوارحه فى الطاعات،

    واستقر بها الملك(القلب) فى سلطانه واستقامت له رعيته(الجوارح)،

    ولهذا لما تحققت طائفة من السالكين ذلك عملت على حفظ الخواطر،

    وكان ذلك هو سيرها وجل عملها

    وهذا نافع لصاحبه بشرطين:

    أحدهما:

    أن لا يترك به واجباً، ولا سنة،

    الثانى:

    أن لا يجعل مجرد حفظها هو المقصود

    بل لا يتم ذلك إلا

    بأن يجعل موضعها خواطر الإِيمان والمحبة والإِنابة والتوكل والخشية

    فيفرّغ قلبه من تلك الخواطر ويعمره بأضدادها،

    وإلا فمتى عمل على تفريغه منها معاً كان خاسراً،

    فلا بد من التفطن لهذا.





    طريق الهجرتين وباب السعادتين

    محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية رحمه الله

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://readwithus.yoo7.com
     
    حفظ الخواطر
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » اجمل الخواطر

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
    انتقل الى: