بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ
فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *
نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)
[فصلت: 30، 32].
نعم اخوتى ...
وأسمحوا لى ان أكتب تعليقى البسيط على فهمى المتواضع لهذه الأية العظيمة
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ
انهم.... من شهد بوحدانية الله وبأنه رب هذا الكون وخالقه
انهم... من أنكروا الالوهية لمخلوق او معبود أخر
انهم من.... عبدوا الله وحده وأيقنت بالوهيته انفسهم
ولكن
هذا وحده لا يكفى يا اخى لينالوا الفوز والرضا والمغفرة
فكان لابد من العمل والتطبيق العملى لما شهدوا به
ولهذا جاءت....
ثم استقاموا
اى انهم ألتزموا طريق الاستقامة والعمل الصالح قولا وفعلا
فالعبادة والعمل متلازمان يا اخى ولا يغنى أحدهما عن الاخر بل كل منهما يكمل الاخر
فهم قد.... أمنوا بالله والتزموا طريقه فعلا وعملا
اقاموا حدوده ونفذوا أوامره
وأجتنبوا ما نهى عنه وحرمه
فكان لابد من الجزاء والبشرى
وجاءت هذه البشرى من الملائكة بأمر الله سبحانه
حيث تنزلت عليهم الملائكة وغشيتهم رحمة الملك الرحيم الرحمن
تنزلت عليهم الملائكة لتبشرهم بمغفرة الله ورحمته ورضوانه
تنزلت عليهم الملائكة لتطمئن قلوبهم التى طالما خافت وخشيت الله
تنزلت عليهم الملائكة لتربت على قلوبا باتت تبكى من خشية الله
تنزلت عليهم الملائكة لكيلا يحزنوا ولا يخافوا بعد اليوم
بل انها ايضا جاءت لتبشرهم بالجنة
التى طالما حلموا بها وسعوا جاهدين اليها
جاءت الملائكة لتبشرهم وتهنئهم
هنيئا لكم اليوم بما صبرت وبما فزتم وبما عملتم فنعم عقبى الدار
يا الله
والله..... ان كل الالام وعذاب الدنيا ليهون لقاء لحظة كهذه
والله ......ان كل مغريات وشهوات الدنيا ليطئها الانسان بقدمه بل باقدامه ليس مرة واحدة بل مرار وتكرار نظير لحظة وبشرى كهذا
فما الدنيا بما فيها ومن فيها عندما تبشرنى الملائكة وتطمئن قلبى برضا الله والفوز بجنته؟؟؟
وما الصبر وما الجلد وما التحمل فى الدنيا الا ثمن رخيصا بسيطا لا يساوى ثمنا حقيقيا لمثل تلك اللحظة
فصبر على الالام الدنيا لنحظى بنعيم الاخرة
وصبرا على ويلات الدنيا لنتذوق راحة الاخرة
وبعدا لشهوات الدنيا لننعم بسعادة الاخرة
وبئسا لمن أشترى هذه الزائلة ببشرى الملائكة وجنة خالدة
وأهلا ومرحبا بكل معاناة الدنيا
ثباتا و فرحا وصبرا وطمعا
بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر