منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص- 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص- Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص-    سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص- I_icon_minitimeالأربعاء 14 ديسمبر - 16:53

بسم الله الرحمن الرحيم


من صفات الداعية -الاخلاص-


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة العالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد..



واعلم
ـ أيها الداعيةُ النجيبُ ـ أنك محتاجٌ لمجموعةٍ من الصفاتِ الحميدة، التي
كان سلفُنا متحلياً بها لتكون ممن بارك الله في دعوته وبلاغه.

أولاً:الإخلاص
في القول والعمل: اعلم أخي أن نصوص الوحيين تكاثرت في ذكر هذا الأصل
والدعوة إليه، لخطورته وتوقف العمل عليه، فمن ذلك قوله تعالى{قل إن صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك
أمرت}الأنعام162-163 وقوله تعالى{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً
صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}الكهف110 فأنت أيها الداعية حال
تبليغك وإنذارك، ونصحك وإرشادك، تكون في قربة وعبادة، ومعلوم أن أحد شرطي
العبادة خلوصها عن الشوائب، ونقاؤها من الأغراض والمآرب، فإن الله لا يقبل
من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين حنفاء}.

وعليه
فافقه ـ حبيب القلب ـ سرَّ رفعةِ الأخفياءِ ذوي الأعذار المذكورين في
الحديث الشريف:"إن بالمدينة أقواماً ما نزلتم وادياً ولا سلكتم شعباً إلا
كانوا معكم في الأجر حبسهم العذر".



فاستمسك
ـ شقيق الروح ـ بمعاقد الإخلاص؛بأن تكون شديد الخوف من صرف عبادتك لغير
الله تعالى،عظيم الافتقار والالتجاء إليه،كثير التذلل بين يديه،وافتح قلبك
لجهبذ العلماء ابن القيم وهو يحقرُّ نفسه في الله:



بُنَيُّ أبي بكر جهولٌ بنفسه جهـولٌ بأمرِ اللـه أنى له العلمُ

بُنَيُّ أبي بكر كما قال ربُّه هلوعٌ كنودٌ وصفهُ الجهلُ والظلمُ

بُنَيُّ أبي بكر لقد خاب سعيُه إذا لم يكن في الصالحات له سهمُ

بُنَيُّ أبي بكر غدا متمـنيا وصالَ المعالي، والذنـوبُ لـه همُّ




وعليه
فاحرص أيها الداعية أن تكون نقياً تقياً، ورعاً خفياً،لا يراك الله إلا
حيث أمرك،ولا يفتقدك إلا حيث زجرك, مبتعداً عن الرؤية والظهور،
والتشوُّفِ والغرور، حَذِراً من التباهي بالطاعات، والتفاخر بالقُرُبات،
فتُرد عليك في القيامة، وتُجزى بها السخطَ والملامة، وتنبه للفضيل بن عياض
فإنه ينصحك أنك"إن قدرتَ على أن لا تُعرَفَ فافعل،وما عليك أن لا
تُعرَف،وما عليك أن لا يُثنى عليك،وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا
كنت محموداً عند الله
تعالى".

وخذ
بوصية حبر العلمِ ابنِ مسعود رضي الله عنه فقد جعلها لك ولإخوانك
أن:"كونوا ينابيعَ العلم مصابيحَ الهدى، أحلاسَ البيوت، سرجَ الليل، جُددَ
القلوب، خلقان الثياب، تُعرفون في أهل السماء، وتخفون في أهل الأرض.

إن
الكثير من الدعاة ليجهرون بآيات الصدق والإخلاص في ميادين الدعوة، فما
عليهم ألا يفعلوا ليكونوا يوم القيامة في ظل الله ، وما عليهم ألا يكونوا
مع الأخفياء من شهداء نهاوند الذين جهلهم الملهمُ أميرُ المؤمنين عمرُ
فبكى وأنشأ يقول: وما عليهم! إن كان عمرُ لا يعلمهم فربُ عمرَ يعلمُهم.



نعم
يا معاشر الدعاة..إن ما شذ عن عُرفِ خلوصِ الدعوة مما نراه من مظاهر
الرياء والغرور، وأنماط التصدر والظهور، لأماراتُ خذلانٍ خطيرة، وبوادرُ
شرورٍ مستطيرة، تنذرُ بسخط ذي الجلال، وتوحي بعقوبة الذل والاستبدال، إذ
الدينُ الخالص لا تقوم قائمته، ولا تظهر شعائره ومعالمه، إلا بمن خلصت لله
نيته، وتمحضت للنبي صلى الله علية وسلم تبعيته، وإلا فنائبةٌ قاصمة، ليس
لها من دون الله عاصمة..

نعم
ـ حبيبي في الله ـ إن فقه المرحلة يقتضي إحياءَ مذهبِ الأصفياءِ الأتقياء
الأنقياء الأخفياء الذين لا يريدون من الخلق جزاءً ولا شكورا ،بل يكون كلُ
داعيةٍ منهم وقفاً لله تعالى..

فهم لله وبالله ومع الله..

عصمني الله وإياك من الرياءِ والزلل، وحبوطِ الصالحِ من العمل.. والحمد لله رب العالمين.


وما
عليهم ألا يكونوا جنوداً لربيب الشوكة وعبقري العزة ابن الوليد وقد أتاه
قرارُ العزل فأطاع بخلوص نية وسلامة طوية وهو يردد: وماذا في الأمر. أنا
لا أقاتل في سبيل عمر بل في سبيل رب عمر!!



بُنَيُّ أبي بكر عظيمٌ ذنوبُه فليس على من نال من عرضِه إثمُ

فلا
زلنا ـ حبيب القلب ـ نتذاكرُ أحوالَ الإخلاص والتذلل، ونتجاذب أطراف حديث
الصدق والتبتل، في حال سلفنا من إخلاصهم القول والعمل، وتخوفهم صغيرَ
العُجبِ والزلل، مع قمعهم النفس وعصيانها، وهضمها في الله وإذلالها..وإليك
بعض النماذج في ذلك:

ها
هو سفيان الثوري يلتقي الفضيلَ بن عياض،ف يتذاكران فيبكيان، فيقول سفيان:
إني لأرجو أن يكون هذا أعظمَ مجلسٍ بركة، فقال له الفضيل: بل أخاف أن يكون
أعظمَ مجلسٍ شؤما، أليس نظرتَ إلى أحسن ما عندي فتزينتُ لك، وتزينتَ لي،
فعبدتني وعبدتُك؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبُه ثم قال: أحييتني أحياك الله.

وهكذا
كان الفُضيل عابدَ سرٍ كصاحبه ابن المبارك الذي قال فيه ابن مهدي:"له فضلٌ
في نفسه، صاحبُ سرائر، ما رأيته يظهرُ تسبيحاً ولا شيئاً من الخير"

والنخعي أيضاً كان مجتهد سر، إذا رآه أحدٌ حال تلاوته القرآن أخفى المصحف رغبة في خلوص القربات..

واعجب
من زين العابدين وحفيد الزاهدين علي بن الحسين، الذي كان يحمل خبزَ الليل،
يتصدقُ به على الفقراء وهو يقول: صدقةُ الليلِ تطفئُ غضبَ الرب. وما عرف
أولئك الفقراءُ متصدقَ الليل هذا إلا بانقطاعِ الخبز عنهم لوفاته، ورؤيةِ
آثار حملها على كتفيه عند مماته.. رضي الله عنه وأرضاه.. ما أعظمه من رجل!


بيد
أن الأمر ما اقتصر على الرعيل الأول، فانظر كيف تحيَّرَ القائدُ مَسلمةُ
بن عبد الملك من ملثمٍ خفي، بارزَ وقاتل، ونازلَ الكفرَ وصاول، فإذا
الفتحُ على يديه، وهو مجتهدٌ في سترِ وجهه، وإخفاءِ نفسه..وهكذا فروسيةُ
الدينِ الخالص!

ويرِقُّ
الزاهدُ بكرُ بن عبد الله المزني في عرفة فيقول: لولا أني بينهم لقلت: قد
غفر الله لهم. ذكره الذهبي ثم قال: "قلت هكذا ينبغي للعبد أن يزري على
نفسه ويهضمها.." .

فما عليك أخي الداعية لو اقتفيت أثرهم فرددت خلف ابن تيمية قوله:

أنا الفقيرُ إلى رب البريات أنا المسكينُ في مجموع حالاتي

أنا الظلومُ لنفسي وهي ظالمتي والخيرُ إن يأتنا من عنده ياتي

والفقرُ لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدا كما الغنى أبدا وصفٌ له ذاتي

فمن بغى مطلباً من غير خالقه فهو الجهولُ الظلومُ المسرفُ العاتي

غير
أن الحسن البصري أبانَ معالِمَ عبادةِ السرَّ عند سلفنا فقال:"إن الرجل
ليكون قد جمع القرآنَ وما يشعرُ به جارُه،وإنه ليكون فقِهَ الفقهَ الكثيرَ
وما يشعرُ به الناس..،ولقد كانوا يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت،إن
كان إلا همساً بينهم وبين ربهم عز وجل .."

نعم
أيها الداعية الأريب: إنها لمقاماتٌ عجيبة، ومراتب في الصدق رفيعة،
لأقوامٍ ما رأت الدنيا مثيلَهم، ولا عرف التاريخُ نظيرَهم، وهيهات هيهات
له ذلك..

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتك ـ يا جريرُ ـ المجامعُ

ولنا فيهم خيرُ أسوةٍ وقدوة..جعل اللهُ أعمالنا خالصةً لوجهه، لا حظَّ فيها لأحدٍ من خلقه..والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
سلسلة من صفات الداعية -الاخلاص-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سلسلة من صفات الداعية -الاتباع-
»  سلسلة من صفات الداعية - الرفق و الرحمة -
»  لغة الداعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: