الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واعترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
منهج الفرقة الناجية
الشيخ حسن عبد الوهاب البنا
فأهل السنة والجماعة في
جهاد ومجاهدة ، هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا يضرهم من خالفهم
ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله . كل ذلك لأن الله ثبتهم بالقول الثابت ،
موقفهم من بين اثنين وسبعين فرقة محمود ومشهود ، الدعوة إلى الله مذهبهم
السامي بالحكمة والموعظة الحسنة مع مؤاخاة من وافقهم على طريقة خير الناس
أهل القرون الثلاثة الأولى امتثالاً لقوله تعالى : " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " البقرة 137
والنصيحة لمن خالفهم عن
عقيدة الفرقة الناجية . عجباً لمن يقول بملئ فيه إنه منهم ثم يجاري ويداري
من خالفهم إلى ما ينهى عنه ، غرته عنه مدعياً الحكمة وجمع الشتات للأمة
متحاشياً التقوقع بزعمه ، وكأن أسلوبه قد خفي على السادة والقادة إلى
الجنة إن شاء الله وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد يكتب
أحدهم كتاباً أو مقالاً أو يلقي خطبة أو محاضرة ، ويشيد بأصول أهل السنة
في توحيد الله ، وتوحيد الأسماء والصفات فضلاً عن توحيد الربوبية ، ولكنه
مع الأسف يعكر البحر الرائق بقوله : كل فرق الأمة على حق فيجتمع بين الشيء
ونقيضه ، فأين الولاء والتميز ؟ وصدق الله تعالى إذ يقول :" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " (هود :118 ،119)
قل لي بربك كيف يطمئن
القلب وصاحبه في حيرة بين أهل السنة والمبتدعة في الأصول ، ثم الفروع
ولأهل البدع مذاهب شتى مبنية على عقائد الفرق الضالة ، وأحكام فقية مؤسسة
على أحاديث ضعيفة فضلاً عن الموضوعة فتفرقت الأمة بالتعصب للمذاهب بغير
دليل صحيح صريح ، وحجتهم : " وكلهم من رسول الله ملتمس " .
إذا صح الحديث وثبت الحكم عند أحدهم ( غفر الله لهم ) فلماذا لا يأخذ به ولو خالف مذهبه الضعيف دون توان أو تعصب ؟!
فإلى الله نشكو تفريطنا وعجزنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله أن يجمع بين
المسلمين على طاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على مذهب سلف الأمة
، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .