أختي الفاضلة :
لا
بأس عليك إن شاء الله ، و هوني عليك ، و على أية حال فإن الأرزاق بيد الله
سبحانه تعالى ، و لعل الله يأتي بالخير ، فاصبري و لا تتعجلي .
و لرب نازلة يضيق بها الفتى ***** ذرعاً و عند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***** فُرجت و كنتُ أظنها لا تـُفرج ُ
أوصيك يا أخيتي ، بملازمة الاستغفار فإنه ( ما اختلج عرق و لا اضطربت عينٌ ، إلا بذنب ، و ما يدفع الله أكثر )رواه الطبراني و صححه الألباني . وأوصيك أيضاً بالأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم :
و إليك بعض النصوص الواردة في فضلهما :
(سيد
الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ،
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك
علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال :
ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل
الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل
الجنة )الراوي: شداد بن أوس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6306
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )الراوي:
عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل
ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة
أو الرقم: 1518
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى11/698: (و
الاستغفار من أكبر الحسنات و بابه واسع ، فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله
أو حاله أو رزقه أو تقلب قلب ، فعليه بالتوحيد و الاستغفار ففيهما الشفاء
إذا كانا بصدقٍ و إخلاص )
و في فضل الصلاة والسلام على رسول الله أحاديث كثيرة لأورد لك واحداً منها :
جاء
في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : يارسول الله ، إني أُكثر من
الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت" ، قلتُ :"الربع؟"
قال : " ماشئت فإن زدت فهو خير ٌ لك " قلتُ:"النصف ؟" قال : " ماشئت فإن
زدت فهو خير ٌ لك " قلتُ : "فالثلثين؟" قال : " ماشئت فإن زدت فهو خير ٌ
لك " قلتُ:" أجعل لك صلاتي كلها ؟" قال : ( إذاً تُكفى همك ، ويُغفر لك ذنبك ) ، و في رواية ( إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك و آخرتك)
و
اعلمي يا أخيتي أن الأمة بأسرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، فإنهم لن
ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، و لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك
إلا بشيء كتبه الله عليك .
أرجو منك أن تكوني أكثر قوة في مواجهة ظروف الحياة ، وتكوني خير معين لأسرتك بعد الله سبحانه و تعالى ، و أحسبك كذلك بإذن الله .
هناك أعراض تأملتُ فيها خلال الأسئلة التشخيصية ، فوجدتُ أنها أعراض طبيعية ، ولو كان لدي مزيد وقت ، لفندتها لك واحداً واحداً ، وهناك أعراض أخرى تتطلب التنبه منك و أن تتبعي برنامج للرقية الشرعية مع الشيخ أبي البراء أو راقٍ ثقة .
الحياة
يا أختي مجبولة على الكدر و الضيق ، والسعادة الحقيقية ليست في الزوج و لا
في المال و لا في أي شيء آخر ، إنما هي في طاعة الله ، و في الرضا بأقدار
الله ، ولذلك يجب علينا ألا نحزن إذا أراد الله لنا أمراً ربما يكون لنا
فيه الخير كل الخير ، قال ابن حجر : ( فينبغي للمرءألا
يزهد في قليل من الخير ان يأتيه ، و لا في قليل من الشر أن يجتنبه ، فإنه
لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ، و لا السيئة التي يسخط عليه بها )
فتح الباري 11/329
و إليك هذا المقال الذي كتبته الداعية د. رقية المحارب أرجو أن تتأملي فيه جيداً :
إلى كل أخت تأخر عليها قطار الزواج هوني عليك
( الدكتورة رقية المحارب )
أم
الكرام " كريمة المروزية " امرأة غرقت بطلب العلم والأخلاق العالية ، كنت
أقرا اسمها مرتبطا بصحيح البخاري " نسخة كريمة " حيث ينقل منها أحيانا ابن
حجر ـ رحمه الله تعالى ـ كنت لا أتصور أن تكون كريمة هذه أمرأة ! حتى شاء
الله أن أبحث عنها في نسخ البخاري وتراجم رواتها فوافيت في ترجمتها ما
أعجبني .
جاورت أم الكرام " كريمة بنت احمد المرزوية " المسجد
الحرام ، ورحلت في طلب العلم مع والدها ، وعاشت تحفظ ويروي وتعلم ، وتتلمذ
على يدها كبر الفقهاء في عصرها ، وصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم
ونباهة ، بل إليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري ، ولم تفرط في منهجها
، لذا لم تقبل أن ينتسب إليها الخطيب في روايته للصحيح دون أن يقابل معها
نسختها نسخته ، وذلك بأن تقرا عليه ، ثم يقرأ عليها ، وهي في خدرها من
وراء حجاب ، ولك أن تتصوري الجهد الذي بذلته في سماعها للخطيب فقد قرأ
عليها في خمسة أيام !
هل تعجبيبن من أمرها ؟! كيف استطاعت أن توف هذا الوقت للعلم ؟.. ينتهي عجبك ربما حين تعلمين انها عاشت مئة سنة وماتت عام 63 هـ ولم تتزوج .
ذلك
النموذج يتكرر في زماننا لنساء لم يكتب لهن الزواج لسبب ما ، ربما لعدم
توفر الرجل ذي الدين والخلق ، أو لا تجد رغبة في الزواج ! وتستيقن انها لو
تزوجت لم بالحق المطلوب منها أو لوقوعها ضحية ولي لا يخاف الله عزوجل
فيمنعها ولا تملك وسائل الخلاص بالرغم من محاولاتها أحيانا ! لكنها لم تقف
على أعتاب الحسرة ولا تنطوي بدثار الندامة لعدم تيسر الزواج لها .
وصلتني
رسالة مؤثرة من نساء تأخرن في الزواج كثيرا يشتكين من وصف بعض الخطباء
والكتاب ـ وحتى قريباتهن من النساء ـ لهن بالعنوسة ، ويشرحن في صفحات
كثيرة كيف يؤثر هذا على نفسياتهن ويجعلهن محاصرات بالهم والقلق ، ليس لعدم
الزواج ، ولكن من نظرة المجتمع وقسوته عليهن ، وكتبن انهن يشعرن بسعادة
غامرة لأنهن يقمن بواجب عظيم في نفع المجتمع من خلال الدعوة والتربية
والتعليم بالرغم من أنهن لسن متزوجات ، لقد شمرن عن ساعد الجد وأخذن
أنفسهن بالعزيمة ، فتجدهن مواظبات على الحفظ والدروس والدعوة ، ولهن مواقف
مشرفة ، ويتتلمذ على أيديهن المئات من الفتيات 0
يطلبن أن أسهم في
تصحيح نظرة المجتمع لغير المتزوجة ، وأن يعتبر أن مكانة المرأة ليست مقيدة
بزواجها ، فكم من امرأة غير متزوجة نفع الله بها خلقا كثيرا كما هو معروف
للخاصة والعامة ، فمنهن طبيبات وإداريات ومعلمات وعاملات في مجالات مختلفة
على أعلى قدر من الأخلاق والعطاء والإبداع ، ومنهن في بيوتهن طالبات للعلم
ومربيات لغيرهن ، لهن في كل ميدان خير صولة وجولة ، آثارهن على الناس حسنة
وآثار بعض الناس عليهن غير ذلك !
وأنا هنا لست اقلل من شان
الزواج ولا أشجع على رفض الرجل الصالح ولا أدعو إلى تأخيره بحجة العلم
والدعوة ، بل هو سنن المرسلين وليس هذا محل اختلاف بحمد الله ، لكنني أشد
على أيدي النساء واهمس في آذانهن ، لا يدفعنك حديث الناس ونظرتهم لتقبلي
بزوج لا تحمدين مغبة اقترانك به .. أو ترضين بحياة هامشية لتصبحي فقط أمام
المجتمع من فئة المتزوجات ! ولكن عليك أن تراقبي الله في نفسك وفيمن
تختارين ، وليكن طلبك حياة زوجية مستقرة ممتلئة بمقومات الحياة الأسرية
الهانئة ، ومهما تكن التنازلات فإنها مالم تكن عن طيب نفس وقناعة فإنها
تنقلب إلى نكد وشقاء .
اهمس في آذان اخواتنا الفاضلات اللآتي لم
يكتب لهن الزواج ، أحرصن على الزواج ولو من معدد إذا علمتن حسن خلقه وطيب
معدنه وسمعتن عنه كل خير ولا يؤثر فيكن كلام الناس وعباراتهم فتقبلن بإي
زوج فكاكا من الضغط الإجتماعي ، فإن مآلات هذا غير حميدة .
وأقول
لكم ـ يا خطباء المساجد وحملة الأقلام : اتقوا الله في كل كلمة تقولونها ،
وليكن خطابكم الموجة للمرأة غير المتزوجة خطاب تصحيح وتوجية لمجالات الخير
وليكن في كلامكم تقدير لجهودهن ووقوف إلى جانبهن باختيار الصالحين
ودلالاتهم ، وإرشاد الشباب من أجل التخفيف من شروطهم ، والا يستكثروا أن
يتزوجوا امراة في سنهم أو تكبرهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج
خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمسة عشر عاما .
كم أثرت كلمة "
عانس " في قلوب الكثيرات وحرمتهن النوم ، في الوقت الذي يضحك قائلها وينام
ملء عينيه ، ولم يدر انه أدمى قلوبا أذايتها أهوال مايجري للمسلمين في
العالم ، وأبكى عيونا بكت من خشية الله طويلا .
كتبته الداعية الفاضلة / الدكتورة رقية المحارب
موقع الاخوات المسلمات
الدعاء الى اختى فى الله ربى يشفيها من مرضها الصعب ويفرج عليها همومها
اللهم ارزقنا العفة والحياء والستر