منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  صدى بكائي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 صدى بكائي 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 صدى بكائي Empty
مُساهمةموضوع: صدى بكائي    صدى بكائي I_icon_minitimeالأربعاء 14 ديسمبر - 15:03

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدى بكائي

[center]عندما
أثقلتني الهموم، وكبرت مصيبتي، وجَمَّدت الصدمة دمعتي، تحطَّم الكثير من
أحلامي، وانتثَرَت الأماني، وأصبحَت كالسراب، جعلتني الأحزان أشْبه بزجاجة
سَقَطت، فأصبَحَت شظايا مُتناثرة في كلِّ الزوايا، فألْتَفِت لِمَن حولي،
فلم أجد مَن يُمسك بيدي، ويَجمع ما تبقَّى من أشلائي، ويُعيد ترميم ذاتي.

حاوَلت
كثيرًا، مَدَدت يدي، وحاوَلت أن أُشَبِّك أصابعي بأحبَّتي الذين خُيِّل لي
أنهم سيضحون من أجلي، ويطؤون الزجاج، وينزفون من أجْل حُطامي، ويكونون
بَلْسمًا لجراحي، لكنهم أصبحوا هم الصخور التي سَقَطَت فوق الزجاج
المحطَّم، وزادت من حُطام ذاتي، صَرَخْت وتوسَّلت إليهم، فقلبي ما زال
يَنبض بالحبِّ لهم، ولكنَّهم قَطَعوا آخر وريدِ أملٍ في عودتهم.

ما
زال صدى بكائي يَملأ المكان؛ لأنه أشبه بالدار المهجورة التي خَلَت من
كلِّ شيء، وما زِلْت أنظر لحطامي وأنا أجمعه، وكلما جَمَعت شظاياي، نَزَفت
وتَأَذيت منه، ولَم أزل على تلك الحال، إذا بنور يُعيد لي بريقَ الأمل،
ويخترق الألَم، ويهدأ المكان، وتعمُّ السكينة، وتهدأ صرخاتي ذلك من رحمته
تحركت لبكائي ذلك الذي سَمِع أنيني، فلم يتركْني.

آهاتي
ردَّدها كلُّ الكون، ولكن لَم يأت إليّ سواه، إنه يزورني كلَّ يوم، ويبعث
لي رسالة تدلُّني؛ لأجمع بها حُطامي، أخشى أن يتركَني مثل الذين أدْمَوا
قلبي، ولكنه أرسَل لي رسالة لَم تكن من صفحة وصفحتين، بل كانت صفحات، كلُّ
حرف من حروفها أتنفَّس به أوكسجين الحياة، ورسالته جعلتني أثق به ثقة
عمياء.

في
إحدى صفحات رسالته وعَدني بأنه لن يتركَني إلاَّ إذا تركتُه، ولن يَنساني
أبدًا ما دُمت أذكره، ويَمنحني كلَّ ما أطلب منه ما دُمت أقرأ رسالته،
وأتَّبع الخُطوات الموجودة فيها، أرسَل لي أعظم رسالة، فبدأت أطبِّق كلَّ
حرف فيها، وأحاول أن أتَّبع طريقته بكلِّ ما أستطيع؛ لكيلا أفقده؛ فأنا لا
أريد أن أزيدَ من جروح قلبي، وأجعله ينزف أكثر؛ لأنه بدأ يَنبض بالحب من
جديد.

هدَأَت
نفسي، وكَفَّت عن الصراخ، أصبح يزورني كلَّ ليلة، ويسمع شكواي، ويُغطيني
برحمته، كلما تقرَّبت إليه، زاد قُربه، يُرسل لي الهدايا كلَّ يوم،
ويُسَخِّر لي كلَّ شيء؛ لكي أكون سعيدة، يدبِّر لي أموري من ورائي، فأَصبح
الحب الأعظم في قلبي، وقلبي لا ينبض إلاَّ بحبِّه.

ما
زلت أستمتع برسالته الطويلة التي هي أطول وأعمق وأحبُّ رسالة لقلبي، ما
زِلت أقلِّب صفحاته، وأشتاق له كثيرًا، لا أريد أن أخونه، وأفقده أبدًا،
وعَدته أني سأنفِّذ ما يطلب مني، أتمنَّى أن يُحبني، ولا أُمانع أن أُزاحم
الكثيرين في محبَّته، فأنا أُدرك أنه يستحيل - جدًّا، جدًّا - بمثْله أن
أكون الوحيدة التي أحبُّه.

بقُربه
أشعر بسعادة، فاليوم الزجاج المتناثر جَمَعته بفضْله وفضْل رحمته التي
شَمَلتني، وأصبَح مَرَايا تُضيء ببريق رائعٍ، تعكس ضحكات ذاتي، فالكون كله.

أنا
لست سوى فتاة فقيرة، ولكني أَمْلك بداخلي قلبًا يَنبض بحبِّه الذي يَجعلني
أبدو أغْنَى مَن وُجِد في هذه الحياة، فقَدت أحبَّائي الذين تركوا فراغًا
كبيرًا بداخلي، لكنَّ معه ملءَ الفراغ، فلا حاجة لي لأحباب تركوني أنزفُ
ولَم يُحرِّكوا ساكنًا، وأمَّا أحبَّائي الذين سَكَنوا القبور، فسأرفع
أَكُفِّي بالدُّعاء دائمًا، وأملأ فراغهم الذي تركوه بأدعية ترتفع لربِّ
السماء أن يَجمعني معهم في جنات النعيم.

الآن
أصبَحت بقُربه جوهرة ثمينة، تُضيء ببريق يُنير لي طريقي، وذاتي أشبه
بمَحار بداخله لؤلؤة تَنبض بالحياة والثروة القادرة على العطاء ونشْر
السعادة، وقلبي يَنبض لأجْل محبوبي الأعظم لا لسواه، فهو تربَّع على عرش
قلبي، ومَن سيدخل إلى قلبي وينال حبِّي، لن يكون حبُّه إلاَّ بحجم ذرَّات
الرمال، فحبِّي وهبْتُه له وحْده، مَنَحته للمستحقِّ له، فهو مَن جمَع
ذاتي ورمَّم حطامي، وأسْكَن أنيني، وجَبَر كسوري، وعالَج جروحي، وأوْقَف
نزيفي، وأصبَح المكان تملؤه ضحكاتي،

هل بعد ذلك كله لا يستحقُّ قلبي وحياتي كلها، بل إنه يستحق أكثر من ذلك بكثير.

أُدرك
جيِّدًا أنني لنْ أُوَفِّيه ولو قليلاً من عطاياه وحقه عليّ، فأنا أوْشَكت
على الهلاك، فكان مُنقذي، وأنقذني ومنَحَني عمرًا تملؤه السعادة، فبحقِّه
وحقِّ عِزَّته ومُلكه، لأجعلُ حياتي كلها لأجْله، وسأحاول أن أزيدَ قربًا
منه، فبِقُربه أُنْسي، وبرضاه سعادتي، هو ربي، وهو حبيبي الأعظم، وهنا
أفتخر بأنَّ قلبي وجَد طريقَ الله، وعرَف صِدق محبَّته، فيا خالقي
ومصوِّري، ويا هاديّ إلى الطريق المستقيم، أسألك أن تتقبَّل توبتي،
وتتقبَّلني مع عبادك الصالحين، يا مَليكي وحاكِم حياتي، أدعوك أن تتقبَّل
حياتي، وتَجعلها دائمًا بقُربك، فما خاب مَن اختار قُربك.

ويا رحمن، يا رحيم، أسألك أن تجعل رُوحي برحمتك ورضاك تَسْعَد.

همسات
أخيرة مني لأصحاب القلوب الممزَّقة، والجراح النازفة، لا تبحث بين الناس
عمَّن يوقِف نزيفَها، فقط اسْتَمع بفطرة قلبك واطْلب العلاج من الرحمن
الرحيم.

لِمَن يجد حاله بين طفش ومَلل وفَراغ يملأ قلبه وصدْره وحياته كلَّها، مَهْمَا فتَّشت فلن يملأ تلك الفراغات إلاَّ محبَّةُ الله.

لِمَن تأزَّمت عليه الحلول، وغُلِّقت في وجهه الأبواب، لن تجد الحلَّ إلا بمِفْتاح الإيمان بالله والثقة به.

لأصحاب
المعاصي والذنوب، لِمَن يتحسَّرون على ضياع حياتهم، لِمَن يبحث عن حلٍّ
لترْك تلك المُميتات، لا تبحث عن طبيب نفسي، فقط اتْرُك لك جلسة بين يدي
الخالق القادر في جُنْح الليل.

لِمَن حلَّت به مصيبة، وأُحيط بالمشاكل، فقط الْتَجِئ لربِّ السماء؛ فهو قادر على كلِّ شيء.

لِمَن
أراد شيئًا، فلا يبحث كثيرًا، لأنَّك لن تُحقِّق ما تريد إلاَّ بإرادة
العظيم الوهَّاب؛ فعُدْ إليه وارْفَع يديك إلى السماء، ولن تُنزلها إلاَّ
بإذن الله وطلباتك بين يديك.

واستعينوا
بالصبر والصلاة على كلِّ ما يحلُّ بكم؛ فبإذن الله بعد الصبر والصلاة
والعبادة، ستجدون راحة تَعمر حياتكم، وسعادة تملأ بيوتكم.

ولا تنسَوا الثواب الأعظم، رضا الله وما بعد رضاه إلا الجنة.




دمتم برعاية الرحمن وحفظه

الكاتبة عزة خليفة
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
صدى بكائي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: