يقال عن يعقوب الكندي أنه أتم حفظ القرآن والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وهو في الخامسة عشر من عمره عندما كان يعيش في الكوفة
مع أسرتةالغنية بعد وفاة والده والي الكوفة الذي ترك له ولإخوته الكثير من
الأموال . أراد يعقوب أن يتعلم المزيد من العلوم التي كانت موجودة في عصره
فقرر السفر بصحبة والدتة إلي البصرة ليتعلم علم الكلام وكان هذا العلم عند العرب يضاهي علم الفلسفة عند اليونان . أمضي الكندي ثلاث سنوات في البصرة عرف من خلالها كل ما يجب أن يعرف عن علم الكلام .
ثم انتقل مع أمه الي بيت في
بغداد ليزيد من ثقافتة وعلمة فبغداد في العصر العباسي كانت بحرا من العلوم
المتنوعة المختلفة . بدأ بالذهاب إلي مكتبة بيت الحكمة التي أنشأها هارون
الرشيد وازدهرت في عهد ابنة المأمون وصار يمضي أياما كاملة فيها وهو يقرأ
الكتب المترجمة عن اليونانية والفارسية والهندية لكن فضولة للمعرفة لم
يتوقف عند حد قراءة الكتب التي المترجمة فقط بل كان يتمني أن يتمكن من
قراءة الكتب التي لم تترجم بلغاتها الأصلية لذلك بدأ بدراسة اللغتين
السريانية واليونانية علي يد أستاذين كانا يأتيان إلي منزلة ليعلماه .
وتمكن يعقوب من إتقان هاتين اللغتين بعد سنتين وبدأ بتحقيق حلمة فكون فريقا
خاصا بة وصار صاحب مدرسة في الترجمة تعتمد علي الأسلوب الجميل الذي لا
يغير الفكرة المترجمة لكنه يجعلها سهلة الفهم وخالية من الركاكة والضعف .
وأنشأ في بيته مكتبة تضاهي في ضخامتها مكتبة الحكمة فصار الناس يقصدون بيتة
للتعلم ومكتبتة للمطالعة وصارت شهرتة في البلاد عندما كان عمرة خمسةوعشرين
سنة فقط . فدعاه الخليفة المأمون إلية وصارا صديقين منذ ذلك الحين . فيما بعد وضع الكندي منهجا جديدا للعلوم وفق فية بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية .