قلعة الشقيف
قلعة الشقيف أو قلعة "شقيف أرنون" (بالفرنسية Chateau de Beaufort) هي قلعة تقع في لبنان وهي تبعد بحوالي 1 كلم عن أرنون.وهذه القلعة قائمة على صخر شاهق «شير» يُشرف على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومنطقة النبطية من جهة أخرى. لكن هندستها التي تلتوي مع الجبل، وشيّدت جدرانها بالصخور المحلية تجعلها تبدو كأنها «مخبأة» بين حنايا الصخور فيما يُرى معلم من على بعد مسافات. وهي قلعة قديمة بناها الرومان وزاد الصليبيون أبنيتها، ورممها فخر الدين المعني الثاني.تعرف القلعة في المراجع التاريخية باسم قلعة بوفور Beaufort أي الحصن الجميل
تخريب القلعة خلال الإحتلال
تعرضت القلعة لتخريب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. أذ تم قصفها عدة
مرات قبل إجتياح عام 1982. ثم استخدمت كمركز عسكري من جانبهم. فقد عملت
قوات الاحتلال بجهد على تدمير معالم هذه القلعة حيث تداعت وتشققت جدران
القلعة بسبب تحرّك الآليات العسكرية داخل حرم القلعة. أضف إلى ذلك التغيير
في شكل القلعة الهندسي، فالغارات والقصف المدفعي دمرا البرج الرئيسي
والجدران الخارجية للقلعة خلال سنين الاحتلال. ولكن يبقى ردم الخندق المحيط
بتلة شقيف أرنون من أكثر عمليات التشويه التي عرفها الموقع. فالخندق الذي
حفره الصليبيون، والذي يهدف إلى تأمين مركز دفاع عن القلعة، ردمه
الإسرائيليون أولاً بالاسمنت، ثم شيّدوا تحصينات في داخله. قبل الانسحاب
كانت جيش الاحتلال الإسرائيلي ينوي تفجير المنشآت داخل الخندق ما كان سيؤدي
حتماً إلى تدمير الموقع، لكن التوسط عبر اليونسكو أوصل إلى تغيير في طرق
التفجير، أدت بالطبع إلى زيادة التصدّع في الجدران.
ترميم القلعة
يتم
إعادة المشهد الطبيعي والتاريخي إلى موقع قلعة الشقيف ضمن مشروع للمديرية
العامة للآثار في لبنان بتمويل وإشراف الصندوق الكويتي. وسيعاد بناء ما
دُمّر أخيراً وخاصةً البرج والجدران حيث أن الحجارة لا تزال موجودة في
الموقع، كما أنه ستدعّم الجدران المتصدّعة. وبهدف إعادته كنقطة مشهدية تُرى
من على مسافات، فإنّه ستضاء القلعة ليلاً. كما سيجري تنظيم الحركة
السياحية فيها عبر بناء مركز للزوّار، مجهز بقاعة للاستقبال وبكافيتيريا.
وهذا المركز سيكون مخبأ تماماً عن المشهد العام، لأنه سيُبنى في جورة حفرها
جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يصل سقفها إلى مستوى الأرض. وفي داخل القلعة،
ستطوَّر الممرات الداخلية وتحسَّن لضمان سلامة الزوار وتسهيل التحرك داخل
المعلم، الذي يعدّ الإقبال عليه الأعلى في جنوب لبنان. فقلعة شقيف أرنون
باتت تحمل أكثر من هوية، فهي أوّلاً تاريخية بامتياز، وثانياً باتت رمزاً
للصمود في وجه جيش الاحتلال. لذا، سيُحافَظ على بعض المعالم المدمّرة في
قلب القلعة، لكي لا ننسى ما شهده هذا الموقع في التاريخ المعاصر.
بعض الصور[/center]