· تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين:
· قال ابن عباس (جمهرة خطب العرب 1/417):
[ يا أهل البصرة... أمرتكم بالمسير مع الأحنف بن قيس، فلم يشخص إليه منكم إلاّ ألفٌ وخمس مئة، وأنتم في الديوان ستون ألفاً ].
وهاهنا مسألتان:
1- تُقرأ الأعداد من اليمين إلى اليسار، ومن اليسار إلى اليمين، وكلا الاستعمالين فصيح، والمرء بالخيار، وقد اختار ابن عباس - كما ترى - البدء من اليسار، فقال: [ألف وخمس مئة].
2- الأعداد من 11... إلى 99 معدودها مفرد منصوب، فـ [ستون] أحد هذه الأعداد، و[ألفاً] معدودُه، وقد جاء في كلام ابن عباس - كما رأيت - مفرداً منصوباً، على المنهاج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]· والطبريّ أيضاً على التأريخ من اليسار إلى اليمين
فقد بدأ التأريخَ في الصفحة /10/ من كتابه، فقال وهو يورد ما قيل في عمر الدنيا: [ فقد مضى (أي مضى من عمر الدنيا) ستة آلاف سنة ومئتا سنة ].
وقال في الصفحة /17/:
[كان قدر ستة آلاف سنة وخمس مئة سنة].
و قال في الصفحة / 18/:
[خمسة آلاف سنة وتسع مئة سنة واثنتان وتسعون سنة]. وفي الصفحة نفسها يقول: [ثلاثة آلاف سنة ومئة سنة وتسع وثلاثون سنة].
وقال عن الطوفان في الصفحة /211/:
[وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف وثلاث مئة سنة وسبع وثلاثين سنة].
· ]يا أبت إني رأيت أحدَ عشَرَ كوكباً[ (يوسف 12/4)
[أحدَ عشَرَ] عددٌ مركّب، وهو مفتوح الجزءين، شأن كل عدد مركب؛ ومعدوده: [كوكباً] مفرد منصوب، على المنهاج.
· (الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة) (المائدة 5/73)
الترتيب والتسلسل والتتابع غير مراده في الآية، وإنما المراد أنهم قالوا :
إنّ الله تعالى واحد من ثلاثة. ولو كان الترتيب مراداً لقالوا:
إنه ثالث اثنين. وانظر إلى ما جاء في صحيح البخاري (6/556) تجد المسألة على أوضح الوضوح. فدونك النصّ الحرفي، كما ورد فيه:
[عن... خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع،
ويزيد بن عمرو بن ربيعة،
وأسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر، نريد ابن جفنة الغسّانيّ بالشام فنَزلنا على غدير...]. ولو أراد الترتيب لقال: [خرجت رابع ثلاثة]
أي: تَقَدَّمَه الثلاثةُ،
ثم خرج هو بعدهم، فكان رابعاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]· ]إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه...
[ (التوبة 9/40)
الآية شاهد ثانٍ على أنّ هذا التركيب، لا يدلّ على ترتيب وتسلسل وتتابع. وذلك أن الذين كفروا لم يُخرجوا الرسول من مكة بعد أن أخرجوا صاحبه منها، فيكون هو الثاني، ويكون صاحبُه الأوّلَ !!
بل أخرجوه وصاحبَه معاً، لا سابق ولا مسبوق. فحاقُّ المعنى إذاً أنهما اثنان هو أحدهما.
· (ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعُهُم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسُهُم )
(المجادلة 58/7)
الترتيب في الآية هاهنا مرادٌ مقصود، والمعنى: أنه جاعل الثلاثة أربعة، وجاعل الخمسة ستة. ونعتقد أنّ الفرق بين التركيب ومعناه في هذه الآية، وفي الآيتين السابقتين، أصبح فرقاً واضحاً جليّاً.
· ]فاجلدوا كلَّ واحدٍ منهما مئةَ جَلدةٍ[ (النور 24/2)
معدود المئة والألف ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. فاستعمال كلمة: [جلدةٍ] في الآية - وهي المعدود - مفردةً مجرورةً بعد المئة - جاء إذاً على المنهاج.
· ]يودُّ أحدُهُم لو يُعَمَّرُ ألفَ سنةٍ[ (البقرة 2/96)
يصحّ
أن يقال في الآية هنا، ما قيل في الآية السابقة، فمعدود المئة والألف
ومثناهما وجمعهما، مفردٌ مجرور. ومن ثم يكون استعمال كلمة: [سنةٍ] - مفردةً مجرورةً بعد الألف - جاء إذاً على المنهاج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]· تعريف العدد المضاف بـ [ألـ]، كل صوره جائزة بلا قيد:
ففي الحديث (مسلم 9/10): [أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم رَمَلَ الثلاثة أطوافٍ من الحجر إلى الحجر].
وقد أورد النوويّ هنا، روايتين أخريين للحديث هما: [الثلاثة الأطواف وثلاثة أطواف] ثم استأنف فقال:
وقد سبق مثلُه في رواية سهل ابن سعد في صفة منبر النبي
صلى الله عليه وسلّم قال:
فعمل هذه الثلاث درجات...].
وقد جَمعتْ هذه الأسطر القليلة ثلاثة استعمالات من العدد المضاف هي:
[ثلاثة أطواف، والثلاثة أطواف، والثلاثة الأطواف]،
يضاف إليها استعمالٌ رابع، هو تعريف المضاف إليه بالألف واللام، أي: [ثلاثة الأطواف]. وهو الأفشى.
وفي الحديث أيضاً (البخاري 3/71 باب استعانة اليد في الصلاة): قال ابن عباس: [فجلس فمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآياتِ خواتيمَ سورة آل عمران].
وفي الحديث كذلك، عن أبي هريرة (البخاري 4/469 باب الكفالة في القرض والديون): [كنت تسلّفتُ فلاناً ألف دينار... فأتى بالألف دينار... فانصرِفْ بالألف الدينار راشداً].
· قال أبو عبيد (تفسير القرطبي 1/416):
[لم يُسمع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأربعة الأحرف].
· وفي (تاريخ الطبري 1/50): [خَلَقَ في أوّل الثلاث ساعات...].
وعن ابن عباس أنه قال (تاريخ الطبري 1/59):
[الستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض].
وعن مجاهد أنه قال (تاريخ الطبري 1/60):
[يومٌ من الستة الأيام، كألف سنة مما تعدّون].
ويخلص المرء من هذه الأمثلة إلى أن تعريف العدد المضاف بالألف واللام لا يقيِّده قيد، وأنه من السهولة بحيث يستعمله المرء
بغير تفكير فلا يخطئ.
· ]إنّ عِدَّة الشهور عند الله اثنا عشَرَ شهراً[ (التوبة 9/36)
[اثنا]: الواحد والاثنان يوافقان المعدود في كل حال، والمعدود في الآية مذكر: [شهر]،
وقدجاء العدد [اثنا] مذكّراً - على المنهاج - موافَقَةً للمعدود.
[عشَرَ]: حكمها في العدد المركب، أن توافق المعدود، وقد وافقته في الآية، فجاءت مذكرةً مثلَه، وفُتحت شينها، والقاعدة أن تُفتح مع المذكّر.
· ]إنّ هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة[ (ص 38/23)
[تسع]: عددٌ مذكر، ومعدودُه [نعجة] مؤنث. وذلك أن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة - وتسعٌ منها -
تخالف المعدود في كل حال، سواء كان ذلك في الإفراد أو التركيب، أو العطف. والذي في الآية من الصنف الثالث، أي: [العطف]، فتذكير العدد [تسع]
جاء - إذاً - على المنهاج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]