منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) Empty
مُساهمةموضوع: التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 )    التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) I_icon_minitimeالخميس 10 نوفمبر - 15:07


[center] التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 477bismellahtt1dp1qm3nm5



 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 360237644it8

الحمد لله الوهاب للمؤمنين سبيل الصواب والصلاة والسلام على سيدنا محمد الزاجرعن الاذناب الحاث الى طلب الثواب

وبعد :



[center][center]
 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 6bb33494d4oi6_2008126142331
[center][b][center]

[center][b][center]
التفسير الميسر

تم بحمد الله ومنته في شهر صفر من عام 1425 نقل هذا التفسير المهم من موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف نقله أحد محبي القرآن الكريم

فلا تنسوه من دعائكم ولا تنسوا من كان سببا في ذلك

جعلني الله وإياكم من أهل القرآن حقا

من وجد خطأ فليرسله على العنوان التالي bnm678@gawab,com

ونحن له من الشاكرين

ومن كان لديه اقتراح فليتفضل به على العنوان السابق
 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 6bb33494d4oi6_2008126142331



10 - سورة يونس





قُلْ
مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ
وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ
اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)

قل
-أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: مَن يرزقكم من السماء, بما يُنزله من
المطر, ومن الأرض بما ينبته فيها من أنواع النبات والشجر تأكلون منه أنتم
وأنعامكم؟ ومَن يملك ما تتمتعون به أنتم وغيركم من حواسِّ السمع والأبصار؟
ومن ذا الذي يملك الحياة والموت في الكون كلِّه, فيخرج الأحياء والأموات
بعضها من بعض فيما تعرفون من المخلوقات, وفيما لا تعرفون؟ ومَن يدبِّر أمر
السماء والأرض وما فيهن, وأمركم وأمر الخليقة جميعًا؟ فسوف يجيبونك بأن
الذي يفعل ذلك كله هو الله, فقل لهم: أفلا تخافون عقاب الله إن عبدتم معه
غيره؟



فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32)

فذلكم
الله ربكم هو الحق الذي لا ريب فيه, المستَحِق للعبادة وحده لا شريك له,
فأي شيء سوى الحق إلا الضلال؟, فكيف تُصْرَفون عن عبادته إلى عبادة ما
سواه؟



كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)

كما
كفر هؤلاء المشركون واستمرُّوا على شركهم, حقت كلمة ربك وحكمه وقضاؤه على
الذين خرجوا عن طاعة ربهم إلى معصيته وكفروا به أنَّهم لا يصدقون بوحدانية
الله, ولا بنبوة نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يعملون بهديه.



قُلْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (34)

قل
لهم -أيها الرسول- : هل من آلهتكم ومعبوداتكم مَن يبدأ خَلْق أي شيء من
غير أصل, ثم يفنيه بعد إنشائه, ثم يعيده كهيئته قبل أن يفنيه؟ فإنهم لا
يقدرون على دعوى ذلك, قل -أيها الرسول-: الله تعالى وحده هو الذي ينشئ
الخلق ثم يفنيه ثم يعيده, فكيف تنصرفون عن طريق الحق إلى الباطل, وهو عبادة
غير الله؟



قُلْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلْ اللَّهُ
يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ
أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
(35)

قل
-أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هل مِن شركائكم مَن يرشد إلى الطريق
المستقيم؟ فإنهم لا يقدرون على ذلك, قل لهم: الله وحده يهدي الضال عن الهدى
إلى الحق. أيهما أحق بالاتباع: مَن يهدي وحده للحق أم من لا يهتدي لعدم
علمه ولضلاله, وهي شركاؤكم التي لا تَهدي ولا تَهتدي إلا أن تُهدَى؟ فما
بالكم كيف سوَّيتم بين الله وخلقه؟ وهذا حكم باطل.



وَمَا
يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ
الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)

وما
يتبع أكثر هؤلاء المشركين في جعلهم الأصنام آلهة واعتقادهم بأنها تقرِّب
إلى الله إلا تخرصًا وظنًا, وهو لا يغني من اليقين شيئًا. إن الله عليم بما
يفعل هؤلاء المشركون من الكفر والتكذيب.



وَمَا
كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ
مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)

وما
كان يتهيَّأ لأحد أن يأتي بهذا القرآن مِن عند غير الله, لأنه لا يقدر على
ذلك أحد من الخلق, ولكن الله أنزله مصدِّقا للكتب التي أنزلها على
أنبيائه; لأن دين الله واحد, وفي هذا القرآن بيان وتفصيل لما شرعه الله
لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, لا شك في أن هذا القرآن موحىً من رب
العالمين.



أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)

بل
أيقولون: إن هذا القرآن افتراه محمد من عند نفسه؟ فإنهم يعلمون أنه بشر
مثلهم!! قل لهم -أيها الرسول-: فأتوا أنتم بسورة واحدة من جنس هذا القرآن
في نظمه وهدايته, واستعينوا على ذلك بكل مَن قَدَرْتم عليه من دون الله من
إنس وجن, إن كنتم صادقين في دعواكم.



بَلْ
كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ
تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ
كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)

بل
سارَعوا إلى التكذيب بالقرآن أول ما سمعوه, قبل أن يتدبروا آياته, وكفروا
بما لم يحيطوا بعلمه من ذكر البعث والجزاء والجنة والنار وغير ذلك, ولم
يأتهم بعدُ حقيقة ما وُعِدوا به في الكتاب. وكما كذَّب المشركون بوعيد الله
كذَّبت الأمم التي خلت قبلهم, فانظر -أيها الرسول- كيف كانت عاقبة
الظالمين؟ فقد أهلك الله بعضهم بالخسف, وبعضهم بالغرق, وبعضهم بغير ذلك.



وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)

ومِن
قومك -أيها الرسول- مَن يصدِّق بالقرآن, ومنهم من لا يصدِّق به حتى يموت
على ذلك ويبعث عليه, وربك أعلم بالمفسدين الذين لا يؤمنون به على وجه الظلم
والعناد والفساد, فيجازيهم على فسادهم بأشد العذاب.



وَإِنْ
كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ
مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)

وإن
كذَّبك -أيها الرسول- هؤلاء المشركون فقل لهم: لي ديني وعملي, ولكم دينكم
وعملكم, فأنتم لا تؤاخَذون بعملي, وأنا لا أؤاخَذ بعملكم.



وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ (42)

ومِنَ
الكفار مَن يسمعون كلامك الحق, وتلاوتك القرآن, ولكنهم لا يهتدون. أفأنت
تَقْدر على إسماع الصم؟ فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء إلا أن يشاء الله
هدايتهم; لأنهم صمٌّ عن سماع الحق, لا يعقلونه.



وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ (43)

ومِنَ
الكفار مَن ينظر إليك وإلى أدلة نبوتك الصادقة, ولكنه لا يبصر ما آتاك
الله من نور الإيمان, أفأنت -أيها الرسول- تقدر على أن تخلق للعمي أبصارًا
يهتدون بها؟ فكذلك لا تقدر على هدايتهم إذا كانوا فاقدي البصيرة, وإنما ذلك
كلُّه لله وحده.



إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)

إن
الله لا يظلم الناس شيئًا بزيادة في سيئاتهم أو نقص من حسناتهم, ولكن
الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعصية ومخالفة أمر الله ونهيه.



وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ
يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ
اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)

ويوم
يَحشر الله هؤلاء المشركين يوم البعث والحساب, كأنهم قبل ذلك لم يمكثوا في
الحياة الدنيا إلا قدر ساعة من النهار, يعرف بعضهم بعضًا كحالهم في
الدنيا, ثم انقطعت تلك المعرفة وانقضت تلك الساعة. قد خسر الذين كفروا
وكذَّبوا بلقاء الله وثوابه وعقابه, وما كانوا موفَّقين لإصابة الرشد فيما
فعلوا.



وَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا
مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)

وإمَّا
نرينَّك -أيها الرسول- في حياتك بعض الذي نَعِدُهم من العقاب في الدنيا,
أو نتوفينك قبل أن نريك ذلك فيهم, فإلينا وحدنا يرجع أمرهم في الحالتين, ثم
الله شهيد على أفعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا, لا يخفى عليه شيء
منها, فيجازيهم بها جزاءهم الذي يستحقونه.



وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (47)

ولكل
أمة خَلَتْ قبلكم -أيها الناس- رسول أرسلتُه إليهم, كما أرسلت محمدًا
إليكم يدعو إلى دين الله وطاعته, فإذا جاء رسولهم في الآخرة قُضِيَ حينئذ
بينهم بالعدل, وهم لا يُظلمون مِن جزاء أعمالهم شيئًا.



وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)

ويقول المشركون من قومك -أيها الرسول-: متى قيام الساعة إن كنت أنت ومَن تبعك من الصادقين فيما تَعِدوننا به؟



قُلْ
لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ
لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ
سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49)

قل
لهم -أيها الرسول-: لا أستطيع أن أدفع عن نفسي ضرًا, ولا أجلب لها نفعًا,
إلا ما شاء الله أن يدفع عني مِن ضرٍّ أو يجلب لي من نفع. لكل قوم وقت
لانقضاء مدتهم وأجلهم, إذا جاء وقت انقضاء أجلهم وفناء أعمارهم, فلا
يستأخرون عنه ساعة فيُمْهلون, ولا يتقدم أجلهم عن الوقت المعلوم.



قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)

قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن أتاكم عذاب الله ليلا أو نهارًا, فأي شيء تستعجلون أيها المجرمون بنزول العذاب؟



أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)

أبعدما
وقع عذاب الله بكم -أيها المشركون- آمنتم في وقت لا ينفعكم فيه الإيمان؟
وقيل لكم حينئذ: آلآن تؤمنون به, وقد كنتم من قبل تستعجلون به؟



ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)

ثم
قيل للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله: تجرَّعوا عذاب الله الدائم لكم
أبدًا, فهل تُعاقَبون إلا بما كنتم تعملون في حياتكم من معاصي الله؟



وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)

ويستخبرك
هؤلاء المشركون من قومك -أيها الرسول- عن العذاب يوم القيامة, أحقٌّ هو؟
قل لهم -أيها الرسول-: نعم وربي إنه لحق لا شك فيه, وما أنتم بمعجزين الله
أن يبعثكم ويجازيكم, فأنتم في قبضته وسلطانه.



وَلَوْ
أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ
وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54)

ولو
أن لكل نفس أشركت وكفرت بالله جميع ما في الأرض, وأمكنها أن تجعله فداء
لها من ذلك العذاب لافتدت به, وأخفى الذين ظلموا حسرتهم حين أبصروا عذاب
الله واقعا بهم جميعًا, وقضى الله عز وجل بينهم بالعدل, وهم لا يُظلَمون؛
لأن الله تعالى لا يعاقب أحدا إلا بذنبه.



أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (55)

ألا
إن كل ما في السموات وما في الأرض ملك لله تعالى, لا شيء من ذلك لأحد
سواه. ألا إن لقاء الله تعالى وعذابه للمشركين كائن, ولكن أكثرهم لا يعلمون
حقيقة ذلك.



هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)

إن الله هو المحيي والمميت لا يتعذَّر عليه إحياء الناس بعد موتهم, كما لا تعجزه إماتتهم إذا أراد ذلك, وهم إليه راجعون بعد موتهم.



يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)

يا
أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم تذكِّركم عقاب الله وتخوفكم وعيده,
وهي القرآن وما اشتمل عليه من الآيات والعظات لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم,
وفيه دواء لما في القلوب من الجهل والشرك وسائر الأمراض, ورشد لمن اتبعه من
الخلق فينجيه من الهلاك, جعله سبحانه وتعالى نعمة ورحمة للمؤمنين, وخصَّهم
بذلك; لأنهم المنتفعون بالإيمان, وأما الكافرون فهو عليهم عَمَى.



قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)

قل
-أيها الرسول- لجميع الناس: بفضل الله وبرحمته, وهو ما جاءهم من الله من
الهدى ودين الحق وهو الإسلام, فبذلك فليفرحوا; فإن الإسلام الذي دعاهم الله
إليه, والقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم, خير مما يجمعون من
حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة.



قُلْ
أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ
مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى
اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)

قل
-أيها الرسول- لهؤلاء الجاحدين للوحي: أخبروني عن هذا الرزق الذي خلقه
الله لكم من الحيوان والنبات والخيرات فحلَّلتم بعض ذلك لأنفسكم وحرَّمتم
بعضه, قل لهم: آلله أذن لكم بذلك, أم تقولون على الله الباطل وتكذبون؟
وإنهم ليقولون على الله الباطل ويكذبون.



وَمَا
ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
يَشْكُرُونَ (60)

وما
ظنُّ هؤلاء الذين يتخرصون على الله الكذب يوم الحساب, فيضيفون إليه تحريم
ما لم يحرمه عليهم من الأرزاق والأقوات, أن الله فاعل بهم يوم القيامة
بكذبهم وفِرْيَتِهم عليه؟ أيحسبون أنه يصفح عنهم ويغفر لهم؟ إن الله لذو
فضل على خلقه; بتركه معاجلة مَن افترى عليه الكذب بالعقوبة في الدنيا
وإمهاله إياه, ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على تفضله عليهم بذلك.



وَمَا
تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ
مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ
وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي
السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ (61)

وما
تكون -أيها الرسول- في أمر مِن أمورك وما تتلو من كتاب الله من آيات, وما
يعمل أحد من هذه الأمة عملا من خير أو شر إلا كنا عليكم شهودًا مُطَّلِعين
عليه, إذ تأخذون في ذلك, وتعملونه, فنحفظه عليكم ونجزيكم به, وما يغيب عن
علم ربك -أيها الرسول- من زنة نملة صغيرة في الأرض ولا في السماء, ولا أصغر
الأشياء ولا أكبرها, إلا في كتاب عند الله واضح جلي, أحاط به علمه وجرى به
قلمه.



أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.



الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)

وصفات
هؤلاء الأولياء, أنهم الذين صدَّقوا الله واتبعوا رسوله وما جاء به من عند
الله, وكانوا يتقون الله بامتثال أوامره, واجتناب معاصيه.



لَهُمْ
الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)

لهؤلاء
الأولياء البشارة من الله في الحياة الدنيا بما يسرُّهم, وفي الآخرة
بالجنة, لا يخلف الله وعده ولا يغيِّره, ذلك هو الفوز العظيم; لأنه اشتمل
على النجاة مِن كل محذور, والظَّفَر بكل مطلوب محبوب.



وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)

ولا
يحزنك -أيها الرسول- قول المشركين في ربهم وافتراؤهم عليه وإشراكهم معه
الأوثان والأصنام; فإن الله تعالى هو المتفرد بالقوة الكاملة والقدرة
التامة في الدنيا والآخرة, وهو السميع لأقوالهم, العليم بأفعالهم ونياتهم.



أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ
فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ
يَخْرُصُونَ (66)

ألا
إن لله كل مَن في السموات ومن في الأرض من الملائكة, والإنس, والجن وغير
ذلك. وأي شيء يتَّبع مَن يدعو غير الله من الشركاء؟ ما يتَّبعون إلا الشك,
وإن هم إلا يكذبون فيما ينسبونه إلى الله.



هُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ
مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)

هو
الذي جعل لكم -أيها الناس- الليل لتسكنوا فيه وتهدؤوا من عناء الحركة في
طلب المعاش, وجعل لكم النهار; لتبصروا فيه, ولتسعَوْا لطلب رزقكم. إن في
اختلاف الليل والنهار وحال أهلهما فيهما لَدلالةً وحججًا على أن الله وحده
هو المستحق للعبادة, لقوم يسمعون هذه الحجج, ويتفكرون فيها.



قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (68)

قال
المشركون: اتخذ الله ولدًا, كقولهم: الملائكة بنات الله, أو المسيح ابن
الله. تقدَّس الله عن ذلك كله وتنزَّه, هو الغني عن كل ما سواه, له كل ما
في السموات والأرض, فكيف يكون له ولد ممن خلق وكل شيء مملوك له؟ وليس لديكم
دليل على ما تفترونه من الكذب, أتقولون على الله ما لا تعلمون حقيقته
وصحته؟



قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69)

قل: إن الذين يفترون على الله الكذب باتخاذ الولد وإضافة الشريك إليه, لا ينالون مطلوبهم في الدنيا ولا في الآخرة.



مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)

إنما
يتمتعون في الدنيا بكفرهم وكذبهم متاعًا قصيرًا, ثم إذا انقضى أجلهم
فإلينا مصيرهم, ثم نذيقهم عذاب جهنم بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم رسل الله,
وجحدهم آياته.










[/center]
[/center]
[/b][/center]
[/center]
[/b][/center]


 التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 ) 6bb33494d4oi6_2008126142331[/center]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
التفسير الميسر لـ سورة يونس ( 31 - 70 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التفسير الميسر لـ سورة النساء ( 148 - 176 )
»  التفسير الميسر لـ سورة الإسراء ( 70 - 111 )
»  سلسلة التفسير الميسر للقرءان الكريم بالصور - سورة الفاتحة -على ملف واحد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: القرآن الكريم-
انتقل الى: