بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نماذج من حال السلف الصالح في العيد
ابن الجوزي
ليس العيد ثوبًا يجر الخيلاء جره، ولا تناول مطعم بكف شرهٍ لا يؤمن شرّه، إنما العيد لبس توبة
عاص تائب، يسر بقدوم قلب غائب
مرَّ قوم براهب في دير، فقالوا له: متى عيد أهل هذا الدير؟
قال: يوم يغفر لأهله. ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد. ليس العيد
لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب. في ليلة العيد تفرق خلق العتق
والمغفرة على العبيد، فمن ناله منها شيء فله عيد، وإلا فهو مطرود بعيد
- كان بعض العارفين ينوح على نفسه ليلة العيد بهذه الأبيات:
بحرمة غربتي كم ذا الصـدود *** ألا تعطـف عليَّ ألا تجـود
سرور العيد قد عم النواحـي *** وحـزني في ازدياد لا يبيـد
فإن كنت اقترفت خلال سوء *** فعذري في الهوى أن لا أعود
قال وكيع: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد، فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غضّ أبصارنا.
قال أبو حكيم: خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد، فلما رجع قالت له امرأته: كم من امرأة
حسنة قد نظرت اليوم إليها؟ فلما أكثرت عليه قال: ويحك! ما نظرتُ إلا في إبهامي منذ خرجت
حتى رجعت إليكِ.
هذه هي أخبارهم ،،، فما هي أخبارنا ،،، نسأل الله أن نكون ممن يقولون القول فيتبعون أحسنه