منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer
مواضيع مماثلة

 

  ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ Empty
مُساهمةموضوع: ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠    ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ I_icon_minitimeالثلاثاء 1 نوفمبر - 10:25

 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 554945024

 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

السـلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له

ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرد بالألوهية والربوبية والقدرة والكمال

لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع له الحكم واليه ترجعون ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه

وخليله أرسله الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى

آتاه اليقين من ربه فصلاة الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته ومن دعا بدعوته ونهج نهجه إلى يوم الدين

أما بعـد :



 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534



تم بعون الله فتح هاته الموسوعة الطيبة لكل متعلقات الخطب والدروس عن الحج والحجيج

وسنتناول فيها كل مايخص من مصادر ساعية في تنظيم كل متعلقات الحج عن طريق الخطب والدروس

المنسوبة لأصحابها

وأسـأل الله أن يجازي كل من يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي بالأجر العظيم

فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .



 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

تقبل الله منا ومنكم وأحسن الأعمال
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

[center]فريضة العمر .. الحج

فضيلة الشيخ / عباس النهاري

ينابيع تربوية

الخطبة الأولى

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وحده لا شريك له تفرد بالألوهية والربوبية والقدرة والكمال لا مانع لما أعطى ولا معطي

لما منع له الحكم واليه ترجعون ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبدالله ورسوله وصفيه

من خلقه وخليله أرسله الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح

الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين من ربه فصلاة الله وسلامه عليه وعلى آله

وصحابته ومن دعا بدعوته ونهج نهجه إلى يوم الدين ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته

ولا تموتن إلا وانتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة

وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام

إن الله كان عليكم رقيباً ) ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم

أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ).

أما بعد أيها المسلمون ..

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ..

إخوة الإيمان.. يدخل جبريل عليه السلام يوماً في هيئة رجل وكان كثيراً ما يأتي في هيئة

بشر وكما يحدثنا أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين

أن جبريل دخل يوماً على النبي عليه الصلاة والسلام

وجلس جلسة المتعلم ثم قال:يا محمد أخبرني عن الإسلام.

فقال عليه الصلاة والسلام: "الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،

وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلاً"

فقال:صدقت فقال:عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه.المفترض

أن السائل لا يعلم فكيف يقول صدقت لكنه جبريل وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم

في آخر هذا الحديث الطويل قال:"إنه جبريل آتاكم يعلمكم دينكم".

إخوة الإسلام هذا الإسلام الذي ارتضاه الله لنا ديناً وطلب منا واستحب لنا أن نقول

إذا أصبحنا وإذا أمسينا رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً

ورسولاً فالحمد لله بالإيمان والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن جعلنا من هذه الأمة

ونسأله أن يحيينا على هذا الدين وأن يميتنا عليه وأن يبعثنا عليه إنه على ما يشاء قدير.

هذا الإسلام له دعائم وله أسس وله أركان وله قواعد وله بناء وله سقف كل هذا البناء

بمكوناته كلها يعتمد على الأعمدة الخمسة التي أولها التوحيد لله شهادة أن لا اله إلا الله

وأن محمداً رسول الله وثانيها الصلاة وثالثها الزكاة ورابعها الصوم وخامسها الحج.

ونحن اليوم ومع اقتراب موسم الحج لهذا العام نحب أن نقف وقفة بسيطة مع هذا الركن

بقدر ما يسمح به المقام.

يقول الله عز وجل مبيناً أساس ومبتدأ تكوين الحج بل لا أقول مبتدأ الحج فقد حج البيت

قبل إبراهيم عليه السلام..هود وصالح حجا البيت بل وقيل أن آدم عليه الصلاة والسلام حج

البيت لكن نذكر ما ذكره القرآن الكريم بقول الله عز وجل ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت

أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج

يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍ عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في

أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا

تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) هكذا و ( إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت )

هيأ الله مكان البيت لإبراهيم أعلمه بموقعه، وهو كما يقول علماء الجغرافيا والمساحات

في وسط الأرض ـ هكذا قالوا والعهدة عليهم ـ مكان متوسط في وسط الأرض جعله

الله مكان البيت المعمور.

هذا البيت أذِن الله لإبراهيم أن يبنيه وسواء كان إبراهيم أول من بناه أو كان أول من بناه

من الملائكة أو أول من بناه آدم فالله يقول لنا ( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت )

لماذا يُبنى البيت ؟ ما الهدف من ذلك ؟ أتعظيم الحجارة . أتعظيم المكان ؟ قال

( أن لا تشرك بي شيئاً ) فالإسلام دين التوحيد وما المناسك والطواف والسعي والوقوف

بعرفة والعبادات كلها إلا توحيد لله وتعظيم له واعتراف بربوبيته وأداءاً لحق ألوهيته سبحانه

وتعالى وإن كنا لا نقدره قدره ولا نستطيع أن نقوم بواجب من واجباتنا تجاهه سبحانه وتعالى.

( أن لا تشرك بي شيئاً) إذاً الأساس الأول هو البناء على التوحيد وتأسيس معاني الإيمان

والعقيدة ثم (طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) وبنى إبراهيم البيت وإسماعيل

كما قال تعالى ( وإذ يرفع ابر اهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) وكانا يقولان أثناء رفع

القواعد ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة

مسلمة لك ) واستجاب الله دعوتهما فكان من ذريتهما من ذرية إبراهيم إسماعيل وإسحاق

فكان من ولد إسحاق أمة مسلمة وكان من ولد إسماعيل أمة مسلمة ( واجعلنا مسلمين لك

ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وتب علينا انك أنت التواب الرحيم ).

وعندما رفع البناء أمر الله إبراهيم أن يصعد وأن يرفع صوته وينادي البشرية أن الله كتب

عليكم الحج فحجوا فقال يا رب ماذا عسى أن يبلغ صوتي من أنادي أنا في واد ليس فيه أحد

فقال له الله عز وجل نادي يا إبراهيم وأنا سأبلغ الصوت فنادى إبراهيم يا أيها الناس

إن الله كتب عليكم الحج فحجوا فسمع له كل من كتب له الحج.

وأنت عندما تلبس ثياب الإحرام في حج أو عمرة وترفع نشيدك ودعاءك وذكرك تقول

لبيك اللهم لبيك إنما تعني الإجابة لتلك الدعوة دعوة إبراهيم عليه السلام عندما نادى

يا أيه الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا هذا كلام إبراهيم عليه السلام.

وانتقل بكم مرة ثانية للننظر ماذا نزل علينا نحن هذه الأمة الذي أمرنا أن نتبع ملة

إبراهيم اسمع لقول الله عز وجل ( قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من

المشركين إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام

إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر

فإن الله غني عن العالمين ).

أخوة الإيمان: لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول مسجد بني على وجه الأرض

هو الكعبة ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) ثم المسجد الأقصى وكان بينهما أربعون

عاماً ثم قال عليه الصلاة والسلام (ثم أين ما أدركت فصلي ).

إنَّ هذا البيت أول ما وضع فرض علينا أن نحجه لأنه أول بيت وأراد الله أن يُعظّم ويُكّرم

وأن يكون قبلة المسلمين ( ولله على الناس حج البيت ) حج زيارة وقصد البيت

( من استطاع إليه سبيلاً).

والاستطاعة تتمثل في الزاد والراحلة كما تتمثل في الصحة وقبل ذلك في الإسلام والبلوغ

ذلك شرط التكليف.

والمرأة يُشترط أن يكون معها محرم بالإضافة إلى الشروط السابقة فقد ثبت في صحيح

مسلم أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله إني رجل اكتتبت في

الغزو- أي دخل اسمي في من يغزو- وأن امرأتي حجت دون أن يكون معها محرم فقال له:

( اذهب فحج مع امرأتك ).

فإذاً شروط التكليف : الإسلام والبلوغ والعقل ، ثم الزاد والراحلة ، والمرأة يُشترط لها أن يكون

معها محرم.

ومن هنا وقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا )

إن الله كتب (فرض) عليكم الحج فحجوا فقام رجل فقال:يا رسول الله أفي كل عام فأعرض عنه

.فقال:أفي كل عام فأعرض عنه.فردد الثالثة فقال عليه السلام ( لا لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم

فاتركوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم

بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ) أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه

ومن هنا لزم المرء أن يحج وسواءاً قلنا الحج وجوباً على الفور أم على التراخي فعلينا إذا وجدت

الاستطاعة وتوفرت لنا أسباب الحج أن نتعجل ولا نتأخر لأننا لا نضمن أعمارنا ، فعمر المرء

بين يدي الله عز وجل، وحتى لو طال العمر فلا يدري الإنسان ماذا يعرض له من الموانع

ولا ما يعرض له من القواطع . وقد ورد في الأثر "أيها الناس تعجلوا في الحج فقد يمرض

المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة" ومن هنا نجد اللفظ القرآني يعرض بأولئك القادرين

على أداء الفريضة وهم يتشاغلون عنها وربما اخترمتهم المنية قبل أن يذهبوا ،

انظر اللفظ القرآني يقول الله عز وجل ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )

ونحن لا نقول إنه كفر ويخرج بذلك عن الملة ، ـ حاشا لله ـ أن نقول هذا ، لكنها معصية

تصل إلى كفر أصغر غير مخرج من الملة ، لكنه كبيرة ، لكنه ذنب ،لأن الله عز وجل يقول:

( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ). ومن هنا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

"لقد هممت أن أكتب إلى الآفاق فينظروا من كان له جِدَةٌ ـ أي سعة وغنى ومال ـ

فلم يحجوا فليفرضوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين" كررها

أمير المؤمنين ثلاثاً .

أخا الإيمان.. عليك إن وفقك الله وأعانك ويسر لك الأمر وأنت لم تحج عليك أن تسارع

إلى الحج باستطاعة. ومن لم يستطع فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

لم هذا كله ؟؟؟ إنَّه من فضل الله عز وجل فرضه عليك رحمة نعمة ،و اسمع لقول الحبيب

صلى الله عليه وآله وسلم: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ).

بل ما هو أعجبُ من ذلك!!! فقد كان عليه الصلاة والسلام يوماً جالساً في المسجد فجاء

رجل من الأنصار ورجل آخر يسألانه فقال "إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألان من أجله

وإن شئتما سألتما" قالا: أخبرنا يا رسول الله. فقال "جئتما تسألان عن خروجكما إلى البيت

وعن قصدكم الحج والعمرة وعن الطواف" فذكر فضائل مناسك الحج كلها حتى وصل

إلى طواف الإفاضة فقال "أما طوافك بعد ذلك فيأتي ملك فيضع كفه على كتفيك ويقول اعمل

فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى" أي ابدأ عملك من جديد أما ما قد سبق فقد غفره الله لك

والحديث حسن وقال بعضهم صحيح.

بل وأعجب من ذلك عندما يقف الحاج على صعيد عرفه ويدنوا الخالق سبحانه وتعالى

من عباده ويباهي بهم الملائكة ويقول:( انظروا عبادي أتوني شعثاً غبراً من كل فج

عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ، أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم )

و ما رؤي الشيطان أذل ولا أحقر ولا أصغر من يوم عرفة إلا ما كان يوم بدر، يوم أن

طارده جبريل إلى بحر جدة، أما ما عداهما فما يرى أذل من يوم عرفة.. لماذا؟؟!!

لما يرى من غفران الذنوب وتنزل الرحمات فضلاً من الله ونعمة.

وأكبر من ذلك عندما يرجع الحاج من عرفة ويبيت بمزدلفة فيطّلع الله على عباده فيقول

( وهبت مسيئكم لمحسنكم وغفرت لكم التبعات ) والتبعات المظالم التي بين العباد.

أخوة الإيمان.. فضلٌ كبير ٌومنة فمن كان قادراً فلا يتأخر.. فلا تتأخر عن هذا الفضل.

وأما من وفقه الله للحج فحج حجة الإسلام، فيصبح الحج الثاني في حقه نافلة ،لكن ورد في

حديث حسن أن من وسّع الله في رزقه وأصح جسمه ثم يمر عليه خمس سنوات فلم يحج

فإنه محروم هكذا ثبت في حديث قدسي.

فيا أيها الأخ المسلم قد تقول اليوم المبالغ باهظة والنفقات كثيرة ونقول لك إنما يجب عليك

إن استطعت فإن لم تستطع فما كلفك الله إلا حدود استطاعتك ولا يلزمك أن تستدين

لكن لو أراد المسلم أن يستدين ليحج جاز له ذلك، وليس واجباً عليه ، بمعنى أن الله

لم يكلفني أن أستدين من أجل أن أذهب إلى الحج.

لماذا الحج ؟

قال تعالى: ( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق

ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا

منها وأطعموا البائس الفقير ). ليشهدوا منافع لهم . والمنافع هنا منافع في الدنيا ومنافع

في الآخرة ، منافع في الدين ومنافع في الدنيا، والمنافع في الدنيا واضحة، فهي البيع والشراء ..

وغيرها .

أما منافع الدين ومنافع الآخرة فهي أكثر وأجلّ وأعظم منها مباهاة الله الملائكة بعباده ومنها

غفران الذنوب ومنها التقاء المسلمين وشعورهم بالوحدة ومعرفة المسلمين بعضهم بعضاً

ومنها أن الحج مؤتمر سنوي. ورحمك الله يا عمر..فقد كان يعد عماله في خلافة الإسلام أن

يوافوه الموسم فينظر في أحوالهم ويقيم العدل على من ظلم منهم ويصلح أمورهم ويرشد

ويصلح من كان محتاجاً إلى ذلك هذا هو الحج.

أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو

الغفور الرحيم.
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

فريضة العمر .. الحج

فضيلة الشيخ / عباس النهاري

ينابيع تربوية

الخطبة الثانية
[center]الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده ربي لا شريك وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله

ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته ومن دعا بدعوته ونهج نهجه إلى يوم الدين.. أما بعد. أيها المسلمون فأوصيكم

ونفسي بتقوى الله عز وجل

إخوة الإيمان.. يقول الله عز وجل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )

والنبي عليه الصلاة والسلام حينما حج حجة الوداع وهي الحجة الوحيدة في حياته صلوات الله وسلامه عليه كان يقول للصحابة

( خذوا عني مناسككم ) وقال ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ) فإذا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظوا عنه مناسك الحج وقد أبلغوها

لمن بعدهم ومن بعدهم أبلغها إلى من بعدهم حتى وصلت إلينا فمن أراد الحج أو أراد العمرة فلا ينبغي أن يبحث عن النفقة والجواز

والتأشيرة ثم لا يبحث عن حكم الحج وأعمال الحج وعن قصة الحج لا بد وأن يتعلم كيف يحج.

وجدنا بعض المسلمين يكلف نفسه عندما يذهب إلى الحج أشياء كثيرة والله عز وجل قد خفف عن المسلمين ورفع عنهم الآصار والأغلال..

فبعضهم يسعى بين الصفا والمروة أربعة عشر مرة بدلاً من سبع ، وبعضهم قد يقع في مخالفات وأمور لا تجوز عند رمي الجمرات.

فينبغي عليك يا أخي وأنت تبحث عن الجواز والتأشيرة وعن الطائرة وعن لباس الإحرام أن تبحث كيف تحج ؟ كيف تحرم ؟

ماذا تقول ؟ كيف تنوي ؟ أين تذهب ؟ ما الواجب ؟ ما السنة ؟ ما الفريضة ؟ ما الذي إذا تركته بطل حجك ؟ وما الذي إذا تركته

يكون تقصيراً ولكن حجك صحيح. كل هذه المعاني لا بد أن نفهمها قبل أن نذهب، ثم إذا ما اعترضنا شيء ونحن في أيام الحج نسأل

من نثق بعلمه ودينه لأن ذلك هو الفرض والواجب علينا وقد قال الله عز وجل ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).

فيا أخوة الإسلام على من لم يحج البيت الحرام وكان قادراً وكان موسراً أن لا يتأخر وأن لا يسوّف فلربما اخترمته المنية وربما جاءه

مرض أقعده وربما تعرضت له حاجات وشواغل وموانع فعليه أن يتعجل إلى ربه وأن يؤدي فريضة العمر فريضة الحج هذه الفريضة

التي لا تجب في العمر إلا مرة واحدة.

وفقني الله وإياكم لزيارة بيته الحرام، ووفقنا لعمل الصالحات وجنبنا السيئات ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلوا وسلموا على رسول

الله فقد أمركم الله بذلك فقال ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) اللهم فصلي وسلم

وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضي اللهم عن خلفائه الأربعة أئمة الهدى والدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الآل

والصحب ومن على النهج إلى الله يسير وعنا معهم بعفوك وجودك يا جواد يا كريم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل اليهود والنصارى والمتآمرين ضد دينك يا رب العالمين ، اللهم إنا نسألك وأنت على كل شيء قدير

أن تنصر الحق وأهله وان تذل الباطل وحزبه ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كشمير والشيشان والمجاهدين في كل

مكان يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدنا ، اللهم ارفع

عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والفواحش ما ظهر منها وما بطن يا ذ الجلال والإكرام يا رب العالمين ، اللهم من كادنا فكده ومن مكر

بنا
فامكر به ، اللهم من أراد بنا أو بديننا وعقيدتنا سوءاً أو مكراً أو كيداً
فاجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره واجعل الدائرة عليه

واكفناه بما شئت وكيف شئت يا رب العالمين

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي العظيم

يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

أعمال الحج

فضيلة الشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم

الخطبة الأولى

الحمد لله الكبير المتعال ذي العزة والجلال ، خلق فسوى وقدر فهدى ، أحمده - سبحانه - وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ،

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله .. وخليله وخيرته من خلقه .. أفضل من صلى

وقام وحج لله وصام ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين ، وعلى التابعين

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد : فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - سبحانه - وخشيته في الغيب والشهادة ، والاستقامة على دينه

في
الغضب والرضا والمنشط والمكره : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ
ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا
تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا

(30 سورة فصلت ).

أيها المسلمون: حجاج بيت الله الحرام .. ها أنتم أولاء تجتمعون في هذا المكان المبارك وافدين إلى بلد الله الحرام

محرمين ملبين .. قاصدين ربا واحدا ولابسين لباسا واحدا وحاملين شعارا واحدا : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك

.. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك .

إنكم - أيها الحجاج - باجتماعكم هذا تعقدون مؤتمرا فريدا .. مؤتمرا ملؤه السمع والطاعة والرهبة والاستجابة لنداء

الباري
- جل شأنه - : فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن
دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً

وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97 سورة آل عمران ) فها
أنتم قد امتثلتم أمر ربكم وتركتم المال والأهل والولد ،

وقطعتم الفيافي والقفار والمفاوز والبحار في صورة فريدة ومشهد مدهش يستوي فيه صغيركم وكبيركم، وغنيكم وفقيركم،

وذكركم وأنثاكم ؛ فاشكروا الله على التيسير واحمدوه على بلوغ المقصد وتهيئة هذا النسك المبارك ، وأروا الله من أنفسكم

توحيدا خالصًا خاليًا من الشوائب الشركية والنزعات البدعية ؛ فإن البيت الحرام لم يبن إلا للتوحيد وإخلاص العبودية لله -

سبحانه - ولم يبن للشرك ولا للابتداع ولا للخرافة والجدل، فإن الله - سبحانه - قد أمر خليله إبراهيم - عليه السلام –

أن
يؤسس البيت العتيق على التوحيد والعبودية لله وحده ؛ فقال - جل شأنه - :
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ

بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26 سورة الحـج ).

ولذا كان الفهم الصحيح للسلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم أن عرصات المناسك إنما هي مجال للتضرع

إلى الله وإخلاص النسك له وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن لديهم لوثة التعلق بالحجارة أو التبرك بها

أو قصد المزارات أو المشاهد أو القبور والدعاء عندها ؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أن النافع الضار هو الله - سبحانه -

وَإِن
يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن
يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ (17 سورة الأنعام)
ولذا كان السلف

- رحمهم الله - لا يتبركون بأحجار الكعبة ولا بغيرها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك ولم يفعله أصحابه ،

وإنما استلم الحجر الأسود وقبله ومسح بيده على الركن اليماني ولم يستلم بقية أركان الكعبة .. وقد أكد الخليفة الراشد عمر

بن الخطاب - رضي الله عنه - ذلك وهو واقف أمام الحجر الأسود قائلا : " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ؛ فلولا

أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك " .

حجاج بيت الله الحرام .. إن هذا الاجتماع المبارك إبان هذا النسك العظيم ليعد فرصة سانحة لاستشعار هذا التوافق الفريد

واستلهام الحكم العظيمة التي شرع الحج لأجلها .. ومن ذلكم الاشتراك والمساواة بين كافة الحجاج في متطلبات هذا النسك ؛

فليس للغنى ولا للنسب ولا للرياسة فضل أو استغناء ؛ فالوقوف بعرفة واحد والمبيت بالمزدلفة واحد والجمرة ترمى بسبع

حصيات لكل واحد والطواف واحد والسعي واحد ؛ فليس للغني أو الشريف أو الوزير أن ينقص جمرة أو يسقط وقوفًا أو مبيتًا

.. الناس سواسية .. لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ؛ فما أحرى حجاج بيت الله الحرام ، وما

أحرى المسلمين بعامة أن يأخذوا هذه العبرة من هذا المشهد العظيم ؛ فإن مثل ذلكم الاستشعار يعد امن أعظم الدواعي إلى

التآلف والتكاتف والرحمة والشفقة والتواضع والتعاون .. لا شعارات وطنية ولا هتافات عصبية ولا رايات حزبية .. إنما

هي راية واحدة هي راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .

إن الأمة بحاجة ماسة إلى استجلاب كل معاني الوحدة والتعاون والتناصح على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان ؛

فلا يعتدي أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ، بل يعيش المسلمون في سلام حقيقي وتعاون قلبي .. لا يمكن أن يكون

له ظل في الواقع إلا من خلال الالتزام بشريعة الإسلام الخالدة التي أعز الله الأمة بها ؛ فما أحوج الأمة الإسلامية - وهي

تكتوي بلهيب الصراعات الدموية والخلافات المنهجية - إلى الاقتباس من أسرار الحج لتتخلص نفوس أبنائها من الأنانية

والغل والحسد ؛ ولترتقي بهم إلى أفق الإسلام الواسع المبني على منهاج النبوية والدافع لكل نزاع أو شقاق أو اختلاف ،

كيف
لا والله - جل وعلا - يقول : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ... (10 سورة الشورى )، ويقول سبحانه :

يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ

تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59
سورة النساء) إذن لا مجال للتفاخر ولا للاختلاف ولا للتخاذل ، وليس

اختلاف
الألسنة والألوان والطباع والبلدان محلا للشقاق والفرقة لأن الميزان عند
الله واحد : ..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ..

(13
سورة الحجرات) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ
كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ
عَدُوٌّ مُّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ

مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (208- 209 سورة البقرة)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. قلت ما قلت إن صواباً فمن الله

وإن خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله إنه كان غفاراً .
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

أعمال الحج

فضيلة الشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ..

فاتقوا الله - حجاج بيت الله الحرام - واعلموا أنه يشرع للحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة أن يحرم بالحج إن كان

متمتعًا ، وإن كان مفردًا أو قارنًا فهو لا يزال في إحرامه ، ويستحب للحاج في اليوم الثامن أيضا أن يتوجه إلى منى قبل

الزوال فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا من دون جمع ..فإذا صلى فجر يوم التاسع وطلعت

الشمس توجه إلى عرفة وهو يلبي أو يكبر ، فإذا زالت الشمس صلى بها الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذانٍ وإقامتين ..

ثم يقف بها - وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة - فيكثر فيها من التهليل والتسبيح والدعاء والاستغفار ، ويتأكد الإكثار

من التهليل لأنه كلمة التوحيد الخالص ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير

ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )) ،

إذا غربت الشمس أفاض الحاج من عرفة إلى مزدلفة بسكينةٍ ووقارٍ .. فلا يزاحم ولا يؤذي ، ثم يصلي بها المغرب

والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان وإقامتين ، ثم يبقى بها حتى طلوع الفجر ، إلا الظعن والضعفة .. فلهم أن ينصرفوا منها بعد

منتصف الليل .. فإذا صلى الحاج الفجر بمزدلفة وقف عند المشعر الحرام - والمزدلفة كلها موقف - فيدعو الله طويلا

حتى يسفر ثم يسير إلى منى فيرمي جمرة العقبة - وهي أقرب الجمرات إلى مكة - يرميها بسبع حصيات صغيرات يكبر

مع كل حصاة ..ثم ينحر هديه إن كان متمتعا أو قارنا ، ثم يحلق ويحل من إحرامه ؛ فيباح له كل شيء حرم عليه بسبب

الإحرام إلا النساء ، ويبقى في حق القارن والمفرد طواف الإفاضة وسعي الحج إن لم يكن سعى مع طواف القدوم ،

وأما المتمتع فيبقى عليه طوافُ وسعي غير طواف العمرة وسعيها .. ثم بعد الطواف يحل للحجاج كل شيء حرم عليه

بسبب الإحرام حتى النساء ، ولا يضر الحاج ما قدم أو أخر من أفعال يوم النحر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -

ما سئل عن شيء قدم ولا أخر في ذلك اليوم إلا قال : "افعل ولا حرج "، ثم يبيت الحاج في منى أيام التشريق وجوبا لفعل

النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقوله : " خذوا عني مناسككم" .. فيرمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر

والثالث عشر إن لم يكن متعجلا .. كل جمرة بسبع حصيات ؛ يبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى .. ويبدأ وقت

الرمي في هذه الأيام بعد الزوال لفعله - صلى الله عليه وسلم - ومن أراد أن يتعجل فليرم بعد الزوال من يوم الثاني

عشر ثم يخرج من منى إلى مكة ، ولا يضره لو غربت عليه الشمس وهو لم يخرج من منى ، كما لا يضره لو رمى بعد

مغرب اليوم الثاني عشر وتعجل على الأظهر من أقوال أهل العلم ، ثم يطوف بعد ذلك طواف الوداع : فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ

فَاذْكُرُواْ
اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن
يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ
خَلاَقٍ

(200 سورة البقرة)


هذا ، وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله .. صاحب الحوض والشفاعة ؛

فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيه بكم - أيها المؤمنون - فقال جل وعلا : " إِنَّ اللَّهَ

وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56 سورة الأحزاب)

اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ

وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين .. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، اللهم انصر دينك وكتابك

وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا

ومرضى المسلمين ، وسلم الحجاج والمعتمرين برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم تقبل من الحجاج حجهم .. اللهم تقبل من الحجاج حجهم ، اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحًا ومغنمًا وأوقات

البركات والنفحات لنا إلى رحمتك طريقا وسلمًا .

اللهم آمنّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين،

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام .

اللهم ما سألناك من خيرٍ فأعطنا وما لم نسألك فابتدرنا ، وما قصرت عنه آمنا وأعمالنا من الخيرات فبلغنا .

.ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

أعمال الحج

فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

الخطبة الاولى

نصيحة من سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله إلى حجاج بيت الله الحرام

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يطلع عليها من حجاج بيت الله الحرام والمسلمين في كل مكان.

إخواني حجاج بيت الله الحرام:

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فمرحبًا بكم في بلد الله الحرام ، وعلى أرض المملكة العربية السعودية التي شرفها الله تعالى بخدمة الحجاج

والعمار والزوار الذين يفدون إليها من كل مكان ، ومنَّ عليها بخدمة المقدسات وتأمينها للطائفين والعاكفين

والركع السجود.

وأسأل الله - عز وجل - أن يكتب لكم حج بيته وزيارة مسجد رسوله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -

في أمن وإيمان ، وسكينة واطمئنان ، ويسر وقبول ، وأن تعودوا إلى دياركم سالمين مأجورين وقد غفر الله لكم وآتاكم

من فضله إنه جواد كريم ، وبالإجابة جدير.

إخواني حجاج بيت الله الحرام : المسلمون بخير ما تناصحوا ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر ، وتعاونوا

على البر والتقوى ، ولذلك فإني أذكر إخواني حجاج بيت الله الحرام ، بأنهم في أيام فاضلة وأماكن مباركة ، وأنهم قدموا

من ديار بعيدة وتحملوا مشقات كثيرة استجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وقيامًا بواجب عظيم ، وعمل صالح

جليل
، أمرهم الله تعالى به حيث قال : ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ
عَنِ

الْعَالَمِينَ ﴾ . [ آل عمران : 97 ] ، وهذا يقتضي منهم أمورًا ينبغي المحافظة عليها والعناية بها ، حتى يكون حجهم مبرورًا ،

وسعيهم مشكورًا ، وذنبهم مغفورًا بتوفيق من الله وعون ، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

ومن هذه الأمور:

• أولاً : يجب على الحاج وغيره أن يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل عمله خالصًا لوجهه الكريم حتى يقع أجره

على
الله ، وينال ثوابه ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا
اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ

وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ . [ البينة : 5 ] ، وقال تعالى : ﴿ فَمَن كَانَ
يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ

رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف :110].

• ثانيًا : يجب على الحاج وغيره أن يكون العمل الذي يتقرب به إلى ربه مما شرعه الله تعالى لعباده ، وأن يقتدي

في أدائه بنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، القائل : ( خذوا عني مناسككم ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ] ،

والقائل : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) . [ رواه البخاري - رحمه الله - ] .

وقد
قال الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ
كَثِيرًا ﴾

[الأحزاب :21] .

فالعمل مهما كان صاحبه مخلصًا فيه لله ولم يكن متابعًا فيه لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو مردود عليه

لا يقبله الله ، للحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( من عمل عملاً ليس عليه

أمرنا فهو رد ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ].


والله
- عز وجل - يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ

ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[آل عمران :31 ].

• ثالثًا : يجب على الحاج وغيره أن يكون على علم وبصيرة بأمور دينه حتى يقوم بها قيامًا صحيحًا ، ويؤديها أداءً

سليمًا
على الوجه المشروع ؛ فقد قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ

أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[يوسف :108 ].


وقد أمرنا الله تعالى أن نسأل أهل العلم فيما أشكل علينا من أمور ديننا، فقال سبحانه: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ

لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[ الأنبياء : 7 ].


وفي " الصحيحين " عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) .


وإنك أخي الحاج ستجد بعون الله في مكة المكرمة ، والمدينة النبوية ، وفي المشاعر المقدسة ، وفي مؤسسات الطوافة

بمكة ، والأدلاء بالمدينة ، علماء عينتهم الدولة - حرسها الله - للإجابة عن أسئلة واستفسارات الحجاج فيما أشكل

عليهم من أمور حجهم وعمرتهم خاصة ، ومن أمور دينهم عامة وذلك مما يسره الله تعالى للحجاج بفضل منه سبحانه ،

ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين ، الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية - وفقه الله -

حتى يكون الحجاج على علم ومعرفة بالحق والصواب فيما يفعلون وفيما يتركون . فلا تتردد يا أخي في سؤالهم

والاستفادة
منهم حتى تكون على بينة من أمرك . قال تعالى : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ

أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾[الزمر : 9]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل

الله به طريقا إلى الجنة ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ].

• رابعًا : يجب على الحاج وغيره أن يعلم أن ما شرعه الله لعباده من طاعات وقربات ، وما أحل لهم وحرم عليهم

من أقوال وأفعال ، إنما هي لتزكية أنفسهم وصلاح مجتمعاتهم ، وعلى حسب إخلاصهم له ، وصدقهم في العمل معه

يكون
انتفاعهم بذلك في الدنيا والآخرة ، وثواب الله خير وأبقى ، قال الله تعالى
: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ

فَصَلَّى
﴾[الأعلى: 14-15]، وقال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا .

وَقَدْ
خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾[ الشمس:7- 10]، وقال الله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ
صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ

حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾[ النحل : 97 ].

والحج - أخي الحاج - من أعظم ما فرض الله على عباده لتزكية أنفسهم وسلامتها من العداوة والبغضاء ، والشح

والإيذاء ، ورغبتها فيما عند الله وتذكيرها بلقائه يوم الدين ، لما فيه من بذل الجهد ، وإنفاق المال ، وتحمل المشاق

والصعاب ، ومفارقة الأهل والأوطان ، وهجر الأعمال الدنيوية ، والإقبال على الله بالطاعة والعبادة ، والاجتماع بالإخوان

في
الله الوافدين من سائر أنحاء الأرض : ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ﴾[ الحج : 28 ].

فليحرص الحاج على ما يرضي ربه ، ويكثر من تلبيته وذكره ودعائه والتقرب إليه بالمواظبة على فعل الطاعات ،

والبعد عن السيئات ، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إن الله تعالى قال :

من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب

إلي بالنوافل حتى أحبه ... ) . - من حديث - [ رواه البخاري - رحمه الله - ].

وولي الله : هو المؤمن بالله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، المستقيم على دينه ، بامتثال أمره واجتناب نهيه ،

كما
قال سبحانه : ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ
هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ .

[ يونس : 62 - 63 ].

ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الحاج وغيره المحافظة على أداء الصلوات المفروضة جماعة في أوقاتها وفي

المساجد التي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه ، ولاسيما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، فإن لهما ميزة

عظيمة على سائر المساجد ، والله يضاعف فيهما أجر الصلاة ، فعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله -

صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ،

وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ) . [ أخرجه أحمد ، وابن ماجة - رحمهما الله -

بإسناد صحيح ، وأخرج الإمام أحمد مثله عن ابن الزبير وصححه ابن حبان ، وإسناده صحيح ] . وهذا خير جزيل

وفضل من الله عظيم ينبغي العناية به والحرص عليه ، يقول الله تعالى : ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ

عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[ آل عمران : 133 ].

• خامسًا : يجب على الحاج وغيره أن يحفظ لهذه الأماكن المقدسة حرمتها ، فلا يهم فيها بعمل سوء ، فقد توعد الله

من
فعل ذلك بعذاب أليم ، قال تعالى : ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ
بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ . [ الحج : 25 ] . قال عطية

العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في بيان معنى الظلم في هذه الآية : ( هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله

عليك ، من إساءة أو قتل ؛ فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقاتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم ) .

[ ذكره ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية ] .
فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة أن لا يؤذي بعضهم بعضًا ، لا في نفس ولا في مال ولا في عرض ،

بل يجب أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا ، وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه ؛ لقول النبي -

صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، التقوى هاهنا ، بحسب امرئ

من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - في " صحيحه " ] .


وقد حرم الله إيذاء المؤمنين والمؤمنات بأي نوع من الإيذاء ، في كل مكان وفي كل زمان ، فكيف بإيذائهم في البلد الأمين ،

وفي الأشهر الحرم ، وفي وقت أداء المناسك ، وفي مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟! لا شك أن هذا يكون

أشد
إثمًا وأعظم جرمًا ، قال الله تعالى : ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ
فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ

فِي
الْحَجِّ ﴾[ البقرة : 197 ]، وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَانًا

وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾[ الأحزاب : 58 ].

فالمطلوب من الحاج أن يكون سلمًا على نفسه ، سلمًا على غيره ، من إنسان وحيوان ، وطير ونبات ، ولا ينالهم

منه أذى ، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم ،

وحرمة المسلم عند الله عظيمة ، وظلمه معصية كبيرة ، والظلم عاقبته وخيمة . قال الله تعالى : ﴿ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ

نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾[ الفرقان : 19 ].

• سادسًا : يجب على الحاج وغيره أن يعلم أن الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

والنصح لكل مسلم بالحكمة والموعظة الحسنة ، من أعظم واجبات الدين ، وبها قوامه وحفظه بين المسلمين ، قال الله تعالى :

﴿
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ . [ النحل : 125 ] ، وقال تعالى :

﴿
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ﴾[ آل عمران : 104 ] ،

وقال
تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ

وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ
اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ . [ التوبة : 71 ] .


وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : ( بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ،

وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) . [ متفق عليه ] .


فعلى كل مسلم أن يعنى بهذا الأمر تمام العناية ، ولا يقصر فيه ، كل بحسب استطاعته ، فقد قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم - : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك

أضعف الإيمان ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ] .


• سابعًا : ينبغي على كل مسلم من الحجاج وغيرهم أن يهتم بأمور المسلمين في كل مكان ، وإيصال الخير إليهم ،

والدفاع عنهم ، وتعليم جاهلهم حسب طاقته وعلمه ، وأن يعاون المجاهدين منهم الذين يجاهدون في سبيل الله لإعلاء

كلمة الله ورد الكافرين والملحدين من اليهود وغيرهم من أصناف الكفرة عن ديار المسلمين والمقدسات الإسلامية ،

نصرة للحق ، ودفاعًا عن أهله ، وذودًا عن بلاد المسلمين ، وحماية لها من الأعداء . ويكون ذلك باللسان والمال والنفس

وسائر
أنواع المساعدات ، قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .

تُؤْمِنُونَ
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[ الصف :
10 - 11 ] ،

والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان

الله في حاجته ) . [ متفق عليه ] ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف

غازيًا في أهله بخير فقد غزا ) [ متفق عليه ] ، فلا يجوز للمسلمين أن يسلموا إخوانهم لعدوهم أو يسلموهم للجوع

والعري والمرض وفتنة المنصرين والملحدين ، يستغلون حاجتهم ، وينفثون بينهم سمومهم وأباطيلهم وهذا ما يجب أن

يهتم به كل مسلم ويحرص عليه أشد الحرص كلما رأى ضعفًا من المسلمين ، لأنهم كما قال الله تعالى : ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ

مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ
الْحَقُّ ﴾ . [ البقرة : 109 ]

وأسأل الله بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى أن يوفقنا والحجاج وجميع المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، ولكل ما فيه

نصر ديننا ، وصلاح أمرنا ، وسلامة بلادنا من مكائد أعدائنا ، وأن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، وأن يوفق جميع ولاة أمور

المسلمين وحكامهم ، للحكم بشريعة الله سبحانه ، وإلزام الشعوب بها ؛ لأنها سبيل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ،

وأن يوفق حكام هذه البلاد بصفة خاصة لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ، وأن يزيدهم من كل خير ، وأن يج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠    ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ I_icon_minitimeالثلاثاء 1 نوفمبر - 10:27

 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

[center]أخلاق الحج

فضيلة الشيخ / حسن السبيكي

الخطبة الثانية



يقول الله تعالى بعد النهي عن الرفث والفسوق والجدال: { وتزودوا فان خير الزاد التقوى ، و اتقون يأولي الألباب }

البقرة 196

هنيئا للحجاج الميامين الراحلين الى ضيافة الرحمن يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، مقبلين على خير الزاد ، زاد التقوى .

سالكين اليه طريق الجنة :{ سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } . بشراهم وقد سبقهم الرجاء

والشوق الى جنب الله تعالى و{ لمثل هذا فليعمل العاملون } . من أجل ذلك يتركون وراءهم الديار والأهل والأوطان . فمهما كانت

وطأة الرحيل على النفس شديدة ، فانه رحيل الى ما هو أولى وأشرف وأكرم ، الى فضل الله العظيم والنعيم المقيم . وان نداء

المولى الكريم اجل وأولى من كل نداءات الرغبات الدنيوية الفانية . فهل من شيء أسعد لنفوس المؤمنين من أن يباهي الله بهم ملائكته :

( انظروا الى عبادي ، قد جاءوني شعثا غبرا ، من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ) .

فليستعد
الحجاج الكرام ، لهذا المغنم العظيم بالخلق الكريم ، فانهم في عبادة ،
وكل أوقات الحج عبادة . وليحذروا كل طائش من التصرفات

المنافيه لمقاصد العبادة والتعظيم لشعائر الله جل وعلا ، كالخشونة في الأقوال والأفعال، والاختلاط المذموم ، والتدافع والهياج

في أداء المناسك ، والتفريط في أداء الصلوات في أوقاتها ، وقتل الأوقات الثمينة باللغو من الكلام ، وممارسة العادات السيئة

كالتدخين ووسائل اللهو وغيرها ، والمبالغة في استعمال الهواتف في الاتصال وأخد الصور في الحرمين الشريفين .

فليذكر الحجاج الكرام بعد ذلك أن أيام الحج مدرسة ايمانية تربوية عظيمة القدر ، جليلة المنافع الدينية والدنيوية ،

حسبكم انه موسم طاقة روحية هائلة يتزود الحاج بها ليعود أقوى ايمانا و عزيمة في الطاعات ، و دورة تدريبية لترويض النفس

والجسد على الصبر والبذل والتضحية من أجل دين الله تعالى . وأنه تربية على المساواة في أكمل صورها بين المسلمين على اختلاف

أجناسهم وطبقاتهم . كما أن الحج تجسيد لمعاني السلام في مؤتمر اسلامي يضم الملايين في مناخ أخوي سلمي منقطع النظير يرقبه

العالم بهيبة واجلال .

ولنذكر جميعا فضل الله العظيم على هذه الأمة بحكمة موسم الحج ، وكل شعائر هذا الدين القيم ، الذي ارتضاه الله لهذه الأمة

كرما منه وفضلا : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا }.

جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

خطبة الحج

فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه على ما شَرَعَ لكم من الشرائعِ العظيمة، وما خَصَّكُمْ به من المواسم الكريمة،

التي تتوالى عليكم كلَّ يوم، وكلَّ أسبوع، وكلَّ عام، وهي شرائع تحملُ لكم كلَّ خير، وتُبعدُ عنكم كُلَّ شرّ.

فالصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولَذِكْرُ الله أكبر، وهو خشوعٌ لله، وخُضوعٌ بين يديه، واتصالٌ به، وإقبال عليه،

وهي
من أكبرُ عون للمؤمنين على القيام بأعباء الدنيا والدين، قال تعالى: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)،

[البقرة:153].

والزكاة: إحسان ومواساة للفقراء والمعسرين، وترغيب للمؤلفة قلوبهم في الدين؛ وإعانةُ في فكاكِ الرقاب والغارمين، وطهرةٌ

وتزكيةٌ
للنفوس والأموال، فهي مَغْنَمٌ ولا مغرم، قال تعالى: (خُذْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، [التوبة:103].

وهي تنمية للمال، وسببٌ لإنزالِ البركة فيه ودفع الآفات عنه. قال صلى الله عليه وسلم: (ما نَقَصَتْ صدقةٌ من مال)؛ فالمؤمن يعتبر

الزكاة مغنماً، لأنه واثق بوعد الله، والمنافق يعتبرها مغرماً، لأنه لا يؤمن بالله ولا يثقُ بوعده.

وأما الصيامُ: فإنه تركُ للشهوات والمألوفاتِ ومحبوباتِ النفس طاعةً لله عز وجل، وهو مع ذلك تربيةٌ على الأخلاق الفاضلة

وتركُ
للأخلاق الرذيلة، قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يومُ صوم أحدكم فلا
يرْفَثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقُلْ:

إني صائمٌ، إني صائم)) رواه البخاري.

والحجُّ:
جهادٌ في سبيل الله، ينفق فيه المال، ويُتعِبُ فيه البدنَ، وتترك من أجله
الأولاد والبلاد إجابة لداعي الله وتلبيةً لندائه على لسان خليله،

إبراهيم
عليه الصلاة والسلام حينَ قال الله له: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ
فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا

مَنَافِعَ
لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا
رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا
الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ

وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج:27-29].

عباد
الله: ونحن الآن في أشهُرَ الحج التي جعلها الله ميقاتاً للإحرام به
والتلبس بنسكه، قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ
فَرَضَ

فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ
الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)،

[البقرة:197].

يخبرُ
تعالى أنَّ الحجَّ يَقَعُ في أشهُرَ معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشرةُ
أيام من ذي الحجة، وقال تعالى: (معلومات) لأنَّ النَّاس

يعرفونها من عهدِ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فالحجُّ وقتُهُ معروفٌ لا يحتاج إلى بيان كما احتاج الصيام والصلاة

إلى بيان مواقيتهما.

وقوله تعالى: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) معناه: مَنْ أحرمَ بالحجِّ في هذه الأشهر سواءٌ في أولها أو في وسطِها أو في آخرها،

فإنَّ الحج الذي يحرمُ به يصير فرضاً عليه، يجب عليه أداؤه بفعل مناسكه ولو كان نفلاً، فإن الإحرام به يصيره فرضاً عليه

لا يجوز عليه رفضه.

وفي
قوله تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) معناه:
بيانٌ لآداب المحرم وما يجبُ عليه أن يجتنبه حال الإحرام، أي:

يجبُ أن تعظموا الإحرام بالحج وتصونوه عن كل ما يُفسده أو ينقصه من (الرفث): وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية.

الفسوق: وهو جميعُ المعاصي، ومنها محظورات الإحرام.

الجدال:
وهو المحاورات والمنازعة والمخاصمة، لأنَّ الجدال يثيرُ الشرَّ ويوقع
العداوة ويُشْغِلُ عن ذكر الله. والمقصودُ من الحج الذلُّ

والانكسارُ
بين يدي الله وعند بيته العتيق ومشاعره المقدسة، والتقربُ إلى الله
بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات ليكون الحجُّ مبروراً.

فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنَّ الحجَّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة). ولما كان التقرُّب إلى الله تعالى لا يتحقق

إلا بترك المعاصي وفعل الطاعات فإنه سبحانه بعد أن نهَى عن المعاصي في الحج أمرَ بعمل الطاعات، فقال تعالى:

(وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). وهذا يتضمن الحثَّ على أفعال
الخير خصوصاً في أيام الحج، وفي تلك البقاع الشريفة والمشاعر

المقدسة،
وفي المسجد الحرام، فإن الحسنات تُضاعفُ فيها أكثر من غيرها كما ثَبَتَ
أنَّ الصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضلُ من مئة ألف

صلاة فيما سواهُ من المساجد، لا سيَّما وقد اجتمع للحاج في هذا المكان وهذا الوقت شرفُ الزمان وشرفُ المكان.

ومن الجدل الذي نهى الله عنه في الحجِّ ما كان يجري بين القبائل في الجاهلية في موسم الحج وفي أرض الحرم من التنازُعِ والتفاخُرِ

ومدح آبائهم وقبائلهم حتى حوَّلوا الحجَّ من عبادة إلى نزاع وخصام، ومن تحصيل فضائل إلى تحصيل جرائم وآثام، وقد وُجِدَ في زماننا

هذا
مَنْ يريد أن يُحْيِيِ هذه السنَّة الجاهلية، والنخوة الشيطانية. فيحوَّل
الحجُّ إلى هتافات ومظاهرات وشعارات، ورفع صُوَرِ ووثنيات،

وصَخَبِ ولجاج وإيذاء وترويع للحجاج. وعدم مراعاة لحرمة الحرم والإحرام، وحرمة تلك الأيام. حيثُ يقول سبحانه: (فَمَنْ فَرَضَ

فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)؛ وقال
تعالى عن الحرم: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ
عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج :25 ].

فاللهم
مَنْ آذى حجيجك وروع عبيدَك وانتهك حرمةَ بيتك وألحدَ في حرمِكَ بظلم
وفودك فَأذِقْهُ من عذابك الأليم، الذي توعَّدت به كل ملحد أثيم.

إنَّك
على كل شيء قدير؛ وأنت مولانا نِعَم المولى ونِعْم النصير. اللهم يا
مٌرسلَ الطير الأبابيل، على أصحاب الفيل، ترميهم بحجارة من

سجِّيل، حتى جعلتهم كعصفٍ مأكول، وأذِقْ كلَّ مَنْ حاول أن يفعل مثل فعلهم من عذابك الوبيل، وأنت حسبنا ونعم الوكيل – اللهم أمين،

اللهم آمين.


أيها
الناس: اتقوا الله تعالى، واحفظوا أوقاتكم بفعلِ ما شَرَعَ فيها من
الطاعات، لتجد ثواباً مدَّخراً، وأجرها موفَّراً، ولا تكونوا ممن ضيَّعوا

أوقاتهم،
فيتحسرون عند مماتهم، كما قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ
الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)، [المؤمنون : 99].

فيقال
له: (كلا)، أي: لا رجوع إلى الدنيا بعد الممات، وما تتمناه قد فات وهكذا
عباد الله لا يزال فضل الله عليكم يتوالى، فما إن انقضى

شهر الصيام حتى أعقبته أشهرُ الحج إلى بيت الله الحرام.

فكما أنَّ مَنْ صام رمضان وقامه غفر له ما تقدمَ من ذنبه، فمن حجَّ البيت ولم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجع من ذنوبه كيوم ولدَتْهُ أمُّه.

فما
يقضي من عمر المؤمن ساعةُ من الساعات إلا ولله فيها وظيفةٌ من وظائف
الطاعات، وكلُّ وقت يُخْلِيه العبد من طاعةِ الله فقد خَسِرَه،

وكل
ساعةٍ يغفُلُ فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة حسرةً وتِرَةً،
ومَنْ عَمِلَ طاعة من الطاعات فعلامةُ قبولِها أن يصلُها بطاعةٍ أخرى،

وعلامة ردِّها أن يتبعها بمعصية تكون عاقبتها خسراً. وما أحسن الحسنةَ بعد السيئة تمحوها، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها،

قال
الحسن - رحمه الله - : إن الله لم يجعل لعملِ المؤمن أجلاً دون الموت، ثم
قرأ: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، [الحجر: 99].

واحفظوا - رحمكم الله - أوقاتكم فيما يسركم. ولا تضيِّعُوه فيما يضرُّكمُ، فإنَّ خيرَكم مَنْ طال عمره وحَسُنَ عملُه.




خطبة للشيخ/ د. صالح بن فوزان الفوزان


12-10-1429هـ
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

صناعة في الحج

فضيلة الشيخ / بدر بن نادر المشاري

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده



فقد أقبل موسم الحج واقتربت أيامه المباركات جاءت لتكون شاهدة ً بما سيودعها الناس فهناك أقوام سيودعونها بصالحِ العملِ وعظيم ِ

القربِ من صلاة وصيام وحج واعتمار وتنافس في الطاعات وتسابق إلى الخيرات ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً

ورهباً وكانوا لنا خاشعين) ، وأما الآخرون وما أدراك ما الآخرون فيا حسرةً على العباد فأخشى أن تضيع عليهم الفرصة من أيديهم كما ضاعت

في
مواسم كثيرة الفرصة من أيديهم فلم يرفعوا بها رأساً ولم يعرفوا لها قدراً
فاتخذوها هزواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا وظنوا أنهم إلى ربهم

لا يرجعون،

فإذا مضت عشرُ ذي الحجة ومضى يومُ عرفة ويومُ النحر وأيامُ التشريقِ كما مضت قبل ذلك دهور وأعوام وانصرمت سنون

وآجال مضت خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً وعاد الحجاج إلى بلادهم وأوطانهم فهل سيتغير شيءٌ ما في واقعهم وحياتهم ،

هل من أثر لهذه المواسم العظيمة والأيام الجليلة على سلوكهم وتصرفاتهم أي ايجابية تحققت على نطاق الفرد والجماعة وعلى مستوى

الأمة الوسط التي أختارها الله لتكون شاهدة على الناس يوم يقوم الناس لرب العاملين ، أيها المسلمون أن من أبرز عوامل انحطاط الأمة

وتخلفها وضيعتها وشتاتها أنها أمة لا تحسن الاستفادة من شعائر دينها العظيم أمة تغفل بكل برود عن الأسرار المذهلة والحكم العظيمة

والفوائد
الكبرى لفرائض الإسلام وشعائر الإسلام وقبسات النور التي جاء بها الإسلام ،
إنها أمة تتعامل ُ مع شعائر دينها . وفرائض شعائرها

وفرائض شرعها بصورة رتيبة مملة ينتابهُا البرود ويغشاها الجمود ويغلفها الذهول والشرود ، وإلا فما معنى أن يتحول الحج في أذهان

الكثيرين وفي أحاسيسهم وتصوراتهم إلى مجرد ساحة مترامية الأطراف تسمى المشاعر المقدسة يزدحم فيها أناس كثيرون يؤدون المناسك

بكل اندفاع وعجلة دون أن يستشعرا معنى ً لما يفعلون أو مغزىً لما يصنعون ولو تأملت أحاديث الناس في مجالسهم أثناء الحج وبعده لوجدتها

لا تكاد تخرج في الجملة عن أعداد الحجيج وكثرتهم وعن الزحام وكثافته وعن الحر وشدته أما أن يتحدثوا عن الحج وآثاره عن الحج ودروسه

عن الحج وعبره عن الحج وفوائده ومواعظه وكنوزه فذلك عزيز المنال قد نسى ذكره وأهمل شأنه ولعمرك إن ذلك لهو الحرمان المبين .

أيها المسلمون ـ أيها الأحبة في الله هذه بضاعة مزجاه وجهداً لمقل نتذاكر من خلالها شيء من آثار الحج ودروسه والتي بدونها يصبح الحج

عديم
الفائدة مبدداً للجهد مبعثراً للوقت والمال والله ثم والله إن هذه الدروس
لهي المقياس الحقيقي الذي يحكم من خلاله بنجاح موسم الحج

من عدمه ،

وإنها
لهي بعض المنافع التي أشار إليها القرآن الكريم بقول الباري جـــــــــل
جلالــه { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ويذكروا اسم الله في أيام معلومات }

وفي
يقيننا أيها الأحبة في الله أن تسليط الأضواء وتوجيه الاهتمام نحو مقاصد
الحج وغاياته ودروسه وآياته كفيلً بتحقيق إنجازات لا يستهان

بها ونتائج لا يهونُ من شأنها تقطعان بالأمة شوطاً إلى الأمام وتحجزان لها مقعداً في مقدمة الصفوف وتقفزان بها إلى مراتب العلياء

وإلى مواقع الجوزاء فأرخي السمع يا رعاك الله واستحضر القلب يرحمك الله وهناك دروساً من مدرسة الحج الكبرى ، هناك دروساً

من مدرسة فرضها الرحمن وبينها القرآن ووضع معالمها سيد ولد عدنان .
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

صناعة في الحج

فضيلة الشيخ / بدر بن نادر المشاري

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


من هذه المدرسة الركن فهو الإعلان الصارخ والنبأ العظيم بتجريد التوحيد لله رب العالمين إنه الإعلان للتوحيد منذ اللحظة الأولى
التي يتنافس فيها الحاج بالنسك وحتى اللحظة الخيرة التي يفرغ فيها منه ، فتلبيته توحيد وطوافه توحيد وسعيه توحيد ووقوفه يوم عرفه

توحيد
ومبيته عند المشعر الحرام توحيد ورميه الجمار توحيد وحلقه ونحره توحيد
وإفاضته توحيد ووداعه توحيد { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي

وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } فلا خير في الدنيا بلا توحيد
ولا نصيب في الآخرة

بلا توحيد فمن أجله أسست المله ومن أجله شرعت القبلة ومن أجله خلقت السماوات والأراضون ومن أجله خلقت الأنس والجن والملائكة

أجمعون والعبد الموحد هو من أقر لله بالربوبية المطلقة والألوهية الخالصة وأثبت لربه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا فهو موصوفٌ

بالجمال منعوت بالكمال والعبد الموحد يعلن بكل قوة ورجولة وشجاعة أني لا أعبد إلا الله ولا أخضع لأحد سواه ولا ادعو إلا هو ولا أذبح

إلا
له ولا أقسم إلا به ولا أتوكل إلا عليه ولا أخاف إلا منه وأن مقاليد
السموات والأرض بيده وأن مفاتيح الغيب والكبرياء والجبروت له وحده

فالحكم حكمه والأمر أمره والشرع شرعه أحق من عبد وخير من ذكر وأكرم من سئل واجود من أعطى ومتى تغلغل هذا الشعور في حس

المسلم وأعماق ضميره اتضحت له معالم الطريق وتجلت أمامه طرائق الحياة وعرف من هو ومن يكون وإلى أين النهاية وما هو المصير

وعرف لمن يسلم قيادة ولمن يخضع رقبته ولمن يصرف ولائه ، وعرف بمن يصول وبمن يجول وبمن يخاصم ولمن يحاكم ، كما أن العبد

المسبح بحمد خالقه سيلحظ هذا إن كان ذا فطنة وذكاء .


إن كثرة أعمال الحج وتواصلها وارتباطها بكيفيات وأزمنة محدودة سيلحظ أن هناك مشرعاً واحداً هو الله جل جلاله له المشيئة المطلقة

والإرادة النافذة في تشريع ما يشاء وفرض ما يريد مسلمٌ لشرعة ويخضع لحكمة ويعلم يقينا أن كل شرع خالف شرع الله فهو شرع باطل .

وكل
أمر خالف سنة نبيه فهو رد قال الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا
لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } وقال أيضاً :

{
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا }



الدرس الثاني

(إتباع لا ابتداع)


تجديد المتابعة في أداء العبادات عموماً وفي الحج خصوصاً لمحمد صلى الله عليه وسلم فهو القائل ( خذوا عني مناسككم ) ،

فلا يلبي إلا بتلبيته ولا تشهد المشاعر إلا كشهودة ولا ترمى الجمار إلا كرميه ولا تنحر الهدايا إلا كنحرة ولا يفاض

بالبيت إلا كإفاضته ولا يعزم بشيء من أنساك الحج إلا بعزيمته ولا يُترخص بشيء إلا برخصته ، ولا مشروع

إلا ما شرعه ولا محظور إلا ما حظره وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، من يطع الرسول فقد أطاع الله

ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً .


إذا فليس لأحد حق القوامه على هذا الدين وليس لإحداث ما يشرع ما يشاء أو يفتي بما يريد أو يتقدم بين يدي الله

ورسوله فالعصمة التامة لرسول الله والطاعة المطلقة لرسول الله والفتوى الملزمة هي لرسول الله ، فإذا أمرنا فلا أمر

إلا أمره وإذا نهى فلا نهي إلا نهيه وإذا رأى فلا رأي إلا رأيهُ ، والمحروم من حرم بركة الإتباع والمفتون من

فتن بحب المخالفة والابتداع ألا فليتق الله من أعجبته نفسه وغره هواه وضل يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين

وزاده ، إثارة من علم وصبابة من سؤ فهم لا تعرف لرسول الله مقداراً ولا لجاهه وقاراً .

وأما الدرس الثالث

(مقياس ومعيار دقيق)


فيتضح من خلال لحجيج المجتمعين في صعيد واحد على اختلاف أجناسهم وألوانهم وتعدد ألسنتهم ولغاتهم

يرتدون لباساً واحداً ويعبدون إلهاً واحد ويقتسمون شربة الماء ولقمة العيش يتجاورون في السكن والمبيت والإقامة

والترحال في تلك المشاعر المقدسة يعانق المسلم الغربي أخاه المسلم الأفريقي ويحتضن الآسيوي آخاه المسلم

الأوروبي وقد تناسى الجميع تماماً تناسوا كافة الوثائق الرسمية والهويات الشخصية والانتماءات الوطنية وانصهرت كل

العلائق في بوتقة الإسلام العظيمة ، في هذه المظاهر كلها إعلان لسقوط كل الدعوات الأرضية والعصبيات الجاهلية

والشعارات القومية والنعرات القبيلية والنداءات الوطنية والتي ما أنفك يدعوا إليها سفهاء العالم وشذاذ الآفاق الذين

ملؤا الدنيا ضجيجاً بدعواهم المتهالكة واطروحاتهم الفارغة 0 متناسين بسفهم وغرورهم أن قيمة الإنسان ووزنه

ورفعته ومحبة إنما هو بمقدار تمسكه بالإسلام وانتماءه بالتقوى والإيمان واعتزازه بالقيم التي جاء بها القرآن

{
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }


ولا فضل لعربي على أعجمي ولا ابيض على أسود إنه المعيار الأصيل والمقياس الدقيق لتفاضل الناس وتمايزهم

وهو ذاك المعيار الذي رفع بلالاً وعماراً وابن مسعود ووضع أبا جهل ومسليمة وغيرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ،

وما فقد المسلمون عزتهم ولا غابت هيبتهم واستأسدوا عددهم إلا يوم تأرجح ميزان العدل في حياتهم وسادت الحزبية

في أوساطهم وارتفعت أسهم الطبقية في مجتمعاتهم .

نهضة الأمة


في الحج دروساً لا تحصى ومآثر لا تنسى وما لا يدرك كله ولا يترك جله ، والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون

إلى العودة إلى أصول دينهم وفضائل شريعتهم حيث العزة وأساس النهضة ومبعث القوة هم بحاجة إلى استخراج

الكنوز واستنباط الدروس وتأمل العبر الذي تفضل به المشرع العظيم وتضمنها الشرع الحكيم ، مصيبة والله أن يمر

الحج بعد الحج وعام بعد عام والفرصة بعد الأخرى دون أن يتقدم المسلمون ولو خطوة واحدة إلى الأمام ومصيبة

أن يصل المسلمون في ذيل القافلة ومؤخرة القائمة وهم ينسبون إلى أعظم ملة ويحتضون أكمل شريعة ، لقد آن الأوان

أن يستيقظ النائمون وينتبه الغافلون ويتقدم الراجعون فيرفعون الراية بشجاعة ويحملون الدين بقوة ينطلقون به إلى الأفاق

يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله .


ما أعظمها من جناية وما افضحه من خطأ يوم زهد المسلمون في دينهم واستخفوا بشرعهم فحرموا أنفسهم وحرموا

البشرية بهم بركات عظمة الأديان وأشرف الرسالات فإذا بالعالم كله يتخبط في ديار الظلام ويغرق في مستنقعات

الرذيلة كل ذلك يوم يختلف الإسلام عن القيادة يتخلى المسلمون عن الريادة ورضيت خير امة أخرجت للناس ،

رضيت بالتبعية والدون ألا إنها دعوة إلى إحياء شعائر الدين في النفوس وتصحيح العقائد في القلوب ومراجعة

الواقع بصدق وتصويب الخطأ بإنصاف .


ألا إنها دعوة لتوظيف وصناعة الحج لمصلحة الإسلام وبناء الأمة وإيقاظ الغافلين ، بدءاً من تحقيق التوحيد ومروراً

بإحياء سنة الإتباع و انتهاءاً بنهضة الأمة ووحدتها وسيادتها وريادتها وما ذلك على الله بعزيز .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

صيد الفوائد
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

بين الحج والحياة الدنيا

فضيلة الشيخ / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل






الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


خطبة في الحج

الحمد لله الذي رتب على حج بيته الحرام كل خير جزيل ، وجعل قصده من أجل القربات الموصلة إلى ظله الظليل ، ويسر أسبابه
وهون الوصول إليه والسبيل ، وسهله بلطفه وكرمه غاية التسهيل . وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أكمل الخلق في كل خلق جميل ، اللهم صل وسلم على محمد ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ، لهم في كل عمل نبيل .


أما
بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى واغتنموا الفرص إلى حج البيت العتيق ،
قال تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا

وَعَلَى
كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } ، وقال صلى الله عليه
وسلم : « من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم

ولدته أمه » ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث

الحديد
والذهب والفضة . الحجاج والعمار وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه
أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم ، يالها من وفادة عظيمة

على ملك الملوك وأكرم الأكرمين ، وعلى من عنده ثواب الدنيا والآخرة وجميع مطالب السائلين ، ليست وفادة على أحد من المخلوقين الفقراء

المساكين
، وإنما هي وفادة على بيته الذي جعله مثابة للناس وهدى ورحمة للعالمين ،
قد غنم الوافدون فيها منافع الدنيا والدين ، غنموا تكميل

إيمانهم وتتميم إسلامهم ، ومغفرة ذنوبهم وستر عيوبهم وحط آثامهم ، غنموا الفوز برضى ربهم ونيل رحمته وثوابه ، والسلامة من سخطه

وعقوبته وعذابه ، قد وعدوا الثواب على المشقات وما ينالهم من الصعوبات ، ووعدوا


إخلاف ما أنفقوا أو مضاعفته ورفعة الدرجات ، ووعدوا بالغنى ونفي الفقر وغفران الذنوب ، وصلاح الأحوال وحصول كل مطلوب

ومرغوب ، والسلامة من كل سوء ومكروه ومرهوب . يالها من وفادة تشتمل على تلك المواقف العظيمة ، والمشاعر الفاضلة الكريمة ،

وفادة أهلها في مغنم عظيم في كل أحوالهم ، وتنوع في طاعة المولى في جميع أعمالهم . إذا أنفقوا ضوعف أجرهم بغير حساب ، أو نالهم

نصب ومشقة فذلك يهون في طاعة الملك الوهاب ، أو تنقلوا في مناسكهم ومواقفهم نالوا به الخير والثواب ، فهم في كرم الكريم يتمتعون ،

وفي
خيره وبره المتواصل يرتعون ، إذا فرح الوافدون على الملوك بالعطايا الدنية
الفانية ، فقد اغتبط هؤلاء الأخيار بالعطايا الجزيلة الباقية ،

وإذا سارع المترفون إلى المصيف والنزهة في البلاد النائية مع كثرة النفقات ، تسابق هؤلاء الصفوة إلى المواقف الكريمة التي وعد أهلها

بالخيرات الكثيرة والبركات . فهل يستوي من قدم أغراضه الدنية واتبع هواه ، ممن ترك محبوباته وسارع لرضى مولاه ؟!

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } .


من كتاب الفواكه الشهية في الخطب المنبرية

لمؤلفه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


خطبة في الحج

الحمد لله الذي رتب على حج بيته الحرام كل خير جزيل ، وجعل قصده من أجل القربات الموصلة إلى ظله الظليل ، ويسر أسبابه
[center]وهون الوصول إليه والسبيل ، وسهله بلطفه وكرمه غاية التسهيل . وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أكمل الخلق في كل خلق جميل ، اللهم صل وسلم على محمد ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ، لهم في كل عمل نبيل .


أما
بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى واغتنموا الفرص إلى حج البيت العتيق ،
قال تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا

وَعَلَى
كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } ، وقال صلى الله عليه
وسلم : « من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم

ولدته أمه » ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث

الحديد
والذهب والفضة . الحجاج والعمار وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه
أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم ، يالها من وفادة عظيمة

على ملك الملوك وأكرم الأكرمين ، وعلى من عنده ثواب الدنيا والآخرة وجميع مطالب السائلين ، ليست وفادة على أحد من المخلوقين الفقراء

المساكين
، وإنما هي وفادة على بيته الذي جعله مثابة للناس وهدى ورحمة للعالمين ،
قد غنم الوافدون فيها منافع الدنيا والدين ، غنموا تكميل

إيمانهم وتتميم إسلامهم ، ومغفرة ذنوبهم وستر عيوبهم وحط آثامهم ، غنموا الفوز برضى ربهم ونيل رحمته وثوابه ، والسلامة من سخطه

وعقوبته وعذابه ، قد وعدوا الثواب على المشقات وما ينالهم من الصعوبات ، ووعدوا


إخلاف ما أنفقوا أو مضاعفته ورفعة الدرجات ، ووعدوا بالغنى ونفي الفقر وغفران الذنوب ، وصلاح الأحوال وحصول كل مطلوب

ومرغوب ، والسلامة من كل سوء ومكروه ومرهوب . يالها من وفادة تشتمل على تلك المواقف العظيمة ، والمشاعر الفاضلة الكريمة ،

وفادة أهلها في مغنم عظيم في كل أحوالهم ، وتنوع في طاعة المولى في جميع أعمالهم . إذا أنفقوا ضوعف أجرهم بغير حساب ، أو نالهم

نصب ومشقة فذلك يهون في طاعة الملك الوهاب ، أو تنقلوا في مناسكهم ومواقفهم نالوا به الخير والثواب ، فهم في كرم الكريم يتمتعون ،

وفي
خيره وبره المتواصل يرتعون ، إذا فرح الوافدون على الملوك بالعطايا الدنية
الفانية ، فقد اغتبط هؤلاء الأخيار بالعطايا الجزيلة الباقية ،

وإذا سارع المترفون إلى المصيف والنزهة في البلاد النائية مع كثرة النفقات ، تسابق هؤلاء الصفوة إلى المواقف الكريمة التي وعد أهلها

بالخيرات الكثيرة والبركات . فهل يستوي من قدم أغراضه الدنية واتبع هواه ، ممن ترك محبوباته وسارع لرضى مولاه ؟!

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } .


من كتاب الفواكه الشهية في الخطب المنبرية

لمؤلفه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي



 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

من أجل حج سالم وآمن

فضيلة الشيخ / سعـود الشريم

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده



الحمد
لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا
أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنعم فأجزل،

وقدر
فهدى، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وخليله وخيرته من خلقه، تركنا على
المَحَجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،

فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمّا بعد:

فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ ونفسي بتقوى الله سبحانه، فهي الزّاد وعليها بعدَ الله المعوَّل والاعتماد، }فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{[المائدة:100].

حجّاجَ
بيتِ الله الحرام، لقد منَّ الله عليكم بأداءِ هذا النسُك المبارك،
فوقفتًم بعرفة، وبتُّم بمزدلفة، ورميتم الجمار، ونحرتم الهديَ،

وتطوَّفتم
بالبيت العتيق، وعِشتم لياليَ وأيّامًا تنهلون من مورِد العمل الصالح
والنسك المشروع، فهنيئًا لكم هذا الأداء، وهنيئًا لكم حضورُ

تلك
العرصات المباركة. إنها لنعمة تستدعي الشكرَ للمنعِم المتمثِّلَ في
الإكثار من ذكره والتوجّهِ إليه بالدعاء وحدَه لا شريك له، عملاً بقولِه
تعالى: }

فَإِذَا
قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ
أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى
ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ *

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ{[البقرة:200، 201]، هكذا أمَر الله بذكره عندَ انقضاء المناسك،

لأنّ
أهلَ الجاهلية الأولى كانوا يقِفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي
يطعِم ويحمِل الحمالات ويحمل الديات، ليس لهم ذكرٌ غير فعال آبائهم،

فأنزل الله على رسولِه صلى الله عليه وسلم هذه الآية.

ثمّ
أرشدَ سبحانه إلى دعائهِ في هذه الآية بعدَ كثرةِ ذِكره لأنّه مظنّة
الإجابة، كما أنّه سبحانه ذمَّ من لا يسألُه إلاّ في أمر دنياه وهو معرضٌ

عن أمر آخرتِه، فقال جلّ وعلا: }فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ{[البقرة:200]، وسببُ هذا الذمّ ما كان يفعله

بعض
أهلِ الجاهلية من الأعرابِ حينما يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهمّ
اجعَله عامَ غيثٍ وعامَ وِلادٍ حسن، لا يذكرون من أمرِ الآخرة شيئًا،

فأنزل الله هذه الآية.

ثمّ
يمدَح بعد ذلك من جمَع بين أمرَي الدنيا والآخرة، فيقول: }وِمِنْهُم مَّن
يَقُولُ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ

{[البقرة:201]،

وهذه
الدّعوة جمعت كلَّ خير في الدنيا وصرَفت كلَّ شرّ، فشملت هذه الدعوةُ
العافيةَ والرزق الواسع والعلم النافعَ والعمَل الصالح والثناء الجميل،

فإنّ
كلّ ذلك من الحسنة في الدنيا، وأما الحسنةُ في الآخرة فهي دخولُ الجنة،
والنظر إلى وجهِ الباري جلّ شأنُه، والأمن من الفزع، وتيسير الحساب،

وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

وأمّا قولهم: }وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ{فهو يقتضي تيسيرَ أسبابه في الدنيا مِن تحكيم شرعِ الله في واقعِ الحياة واجتناب ما حرّم الله وترك الشبهات وما يريب،

قال
بعض السلف: "مَن أُعطي قلبًا شاكرًا ولسانًا ذاكرًا وجسدًا صابرًا فقد
أوتي في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة ووُقي عذابَ النار".

وهذه
الدعوةُ ـ حجّاجَ بيت الله ـ كانت أكثرَ ما يدعو بها النبيّ صلى الله عليه
وسلم، كما صحَّ الخبر بذلك عند أحمد في مسنده، وقد جاء

عند
مسلم في صحيحه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عادَ رجلاً من المسلمين
قد صار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه؟)) قال: نعم، كنت أقول: اللهمَّ ما كنتَ معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبحانَ الله، لا تطيقه ـ أو لا تستطيعه ـ، فهلاّ قلت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة،

وقنا عذاب النار))، قال: فدعا الله فشفاه.

أيّها
الحجاج، الحجّ إلى بيت الله الحرام فيه سمةُ المشقّة والنصب، لأنّه سفر من
الأسفار المتنوّعة، والسفرُ في حدّ ذاته مبنيّ على المشقّة

وركوب الأخطار، بل لقد وصفَه النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: ((السّفرُ قطعةٌ من العذاب، يمنع أحدَكم طعامَه وشرابه ونومه،

فإذا قضى نهمتَه فليعجِّل إلى أهله)) رواه البخاري ومسلم.

ولقد
اجتمَع في هذا النسكِ العظيم مشقّتان، الأولى منهما مشقّة السفر،
والثانيةُ مشقّة أنساك الحجّ المبنية على البعد عن الترفُّه كتقليم الأظافر


وقصِّ
الشعر ومسِّ الطيب وتغطيةِ الرأس ولبس المخيط، وغير ذلك ممّا يُعدّ جانبًا
من جوانب المشقّة والنصَب التي يعظُم الأجر بعِظمِها كما

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم ذلك لعائشة رضي الله عنها. يضاف إلى ذلك أنه مظِنّة للتّزاحم والتدافع ووقوع شيءٍ من التضرّر مع تلك

الجموعِ
الغفيرة التي تتقاطر إلى رميِ الجمار وهي أحواضٌ صغيرة، لا تعدُّ شيئًا في
مقابِل هذه الجموعِ المتكاثرَة، ممّا يستدعي الأناة

والرفقَ
والهدوء والتعاونَ لدى الحجّاج المثمِرةَ اليسرَ والسهولة والتّمام على
الوجه الأكمَل، فالمزاحمة والاقتتالُ حالَ أداءِ بعض الأنساك

كتقبيل الحجر الأسود أو رمي الجمار أو سدِّ الطرُقات في المسجد الحرام وممرّات المشاعر كلُّ ذلك مدعاةٌ لحدوث الخلَل ووقوع الإرباك

في
صفوف النسّاك، وقد سُمع من النبيّ صلى الله عليه وسلم التوجيهُ الكريم
حينما أرشد الفاروقَ رضي الله عنه إلى عدَم مزاحمة الناس عند الحجر

الأسود، فإن وجد فرجةً وإلا فليستقبِله ويكبِّر ولا يزاحم. رواه الطبراني وغيره.

ألا فاتّقوا الله معاشرَ الحجاج، وعليكم بالاستقامةِ على الطاعة والتوبة بعد الحجّ وإتباع السيئة الحسنة، فإنّ من علامةِ قبول العمَل

وحبّ الله ورضاه عن الحاجّ والمعتمر أن يواصلَ الطاعة بالطاعة.

فاحذر ـ أيّها الحاج ـ من النكوصِ عن العمل الصالح والتوبةِ النصوح، ولتحرِص على أن تكونَ قدوة صالحةً في أهلك وعشيرتك وبني قومك،

فإنّ الله جلّ وعلا يقول: }إِنَّ
ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ
وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ *

نَحْنُ
أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ
فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *
نُزُلاً مّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{[فصل:30-32].

بارك
الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات
والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين

من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه كان غفّارًا.



 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534
 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

من أجل حج سالم وآمن

فضيلة الشيخ / سعـود الشريم

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

وبعد:
فيا أيّها الناس، ويا حجّاجَ بيت الله الحرام، إنّ من المسلَّم واقعًا أنّ
التزاحمَ والتدافع في الأماكنِ الصغيرة والأوقاتِ الضيّقة مظنّة

ولا
شكّ للأخطار، وما وقع في يومِ العقبة من وفيّات فهو مبنيٌّ على التفريطِ
في مثل ما ذكرنا من الرّفق والهدوء والسكينة وعدم الاستعجال

وأخذِ
السّعَة فيما فيه سعَة، وإلا فإن من قَضوا نحبَهم في ذلك اليوم كانوا على
خاتمةِ خير نحسبها كذلك، لأنَّهم ماتوا محرِمين، ومن مات محرِمًا

فإنه يبعَث يومَ القيامة ملبيًّا، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي وقصته ناقته وهو محرِم فمات: ((اغسِلوه بماءٍ وسِدر، وكفِّنوه

في ثوبَيه، ولا تمسّوه بطيب، ولا تخمِّروا رأسَه، فإنّه يُبعَث يومَ القيامة ملبيًّا)) رواه البخاري ومسلم.

فاللهمَّ ارحَم موتى العقبَة، وارفَع درجاتهم في المهديّين، واخلُفهم في عقِبِهم في الغابرين، واغفِر لنا ولهم أجمعين.

ثمّ إن كان لنا من تعليقٍ على تلك الواقعةِ فهو في الأمور التّالية:

الأمرُ
الأول: أنّ ما وقَع يومَ العقبةِ لا يرجِع سببُه إلى النّاحيةِ الشرعيّة
أو قصورِ الفتوى في ذلك، وإنما يرجع إلى تزاحُم الناس وتدافعهم

وقلّة
الوعي لديهم، وإلاّ فأهلُ العلم قد بيّنوا أن وقتَ العقبة يبدأ من طلوع
فجر يومِ العيد إلى فجرِ يوم الثاني، وأجازوا الرميَ قبلَ فجرِ يوم العيد

بعدَ
منتصَف الليل للظّعن والضّعَفة. وممّا يؤكِّد ما ذكرنا أنّ وقتَ الرمي في
يوم النّفر الأوّل أضيقُ منه في يومِ العقبة، ومع ذلك لم يحصُل في

ذلك اليومِ مثلُ الذي حصَل يومَ العقبة.

الأمرُ
الثاني: أنّ على العلماء وأهلِ الفتوى إعطاءَ أمور المناسك شيئًا من
جهودِهم وأوقاتهم وأبحاثهم، وعليهم أن يجمَعوا في فتواهم بينَ معرفةِ

الدليل
الشرعي ومعرفة الواقعِ والحال الجغرافيّ بالنسبة لعرصات المناسك، فإنّه
كما تقرّر في القواعد والأصول أنه لا بدّ أن يجمَع العالم بينَ أدلّة

الأحكام
وأدلّة وقوعِ الأحكام، وصاحبُ الفتوى إذا لم يكن مدرِكًا لجغرافية المناسك
إدراكًا جيّدًا فإنّ ذلك مظنّة للقصور في الفتوى، كما صار مثلُ

ذلك
لبعض علماءِ بعضِ المذاهب حينما رأوا السعيَ بين الصفا والمروة أربعةَ عشر
شوطًا، وذلك لأنهم لم يكتَب لهم الحجّ إلى بيت الله الحرام،

وقد
ذكر ابنُ القيّم رحمه الله كلامَ ابن حزم في غلَطه في الرمل وأنّه يشرَع
في الأشواط الثلاثة الأولى في السعي، فيقول ابن القيّم: "سألتُ شيخَ
الإسلام

عن ذلك فقال: هذا من أغلاط ابن حزم، وهو لم يحجَّ رحمه الله".

كما
أنّه يجِب على العلماءِ وطلبة العلم أن لا تكونَ فتاواهم في الحجّ مبنيةً
على ردود الأفعال أو تأثُّرًا بكثرةِ الطّرح الصّحفي والمجالسي، كلاّ،

بل
لا بد أن تكونَ نابعةً عن فقهٍ وفهم وتروِّي وإدراكٍ للحجم الذي ستطالُه
الفتوى لأنها تعمُّ جميعَ الحجّاج بلا استثناء، وقد قال شيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله: "وعِلمُ المناسك أدقُّ ما في العبادات".

الأمر
الثالث: أنّ مثلَ هذه المسائل تستدعي شحذَ الهمم في نفوس القاصدين للنُسُك
بأن يتعلّموا أحكامَه ويتعرّفوا على أماكنه وعرصاتِه وكيفية

التعامل
معها، من خلال السُّبُل التوعويّة في بلَد الحاجّ قبل قدومه إلى مكّة، ما
يساعد على إحسان التعامُل مع المناسك بالوجهِ اللائق،

وهذا
أمرٌ مُلقَى على عاتِق المؤسّسات والبعثات ذات الاختصاص، إضافةً إلى ما
تقوم به جهاتُ الاختصاص في توعيّة الحجّاج إبّانَ الحجّ نفسه.

الأمر
الرابع: أنّه لا يمكن أن تستقلَّ الفتوى بالحلول لبعضِ نوازل موسمِ الحجّ
دون الرجوع إلى النواحي التنظيمية والتطبيقية والهندسية،

فالتنظيم وحدَه لا يكفي، والفتوَى وحدها لا تكفي، والكمال كلّ الكمال في توافُق الفتوى الشرعية مع الجهات التنظيمية، مع عدم إغفال

حال الوعيِ لدى الحاجّ، والله الموفّق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

}وَلِكُلّ
أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا
رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأنْعَـٰمِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ
فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ *

ٱلَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَا
أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِى ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ{[الحج:34، 35].

اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد...


 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534


 ╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠ 717142534

مقــاصد الحج

فضيلة الشيخ / سعـود الشريم

الخطبة الاولى

الحمد لله ذي الجلال والإكرام والطول والإنعام، يُطاع فيشكر، ويُعصى فيغفر، يُصيب بعذابه من يشاء، ورحمته وسعت كل شيء،

إنه هو البر الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وسيد ولد آدم يوم القيامة، فصلوات الله

وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا حجاج بيت الله الحرام، ويا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه ومراقبته في السر والعلن والخلوة والجلوة،

فافعلوا الخيرات، واجتنبوا السيئات، }وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى{[البقرة:197].

حجَّاجَ
بيت الله الحرام، إنّ هذا اليومَ هو آخر أيّام التشريق في الحجّ، والذي
ترمَى فيه الجمراتُ للمتأخِّرين، ثم ينفِرون بعد ذلك من منًى

متمِّمين ما بقيَ لهم من النسك، بعد أن عاشوا أجواء روحانيّة واستنشَقوا نسماتٍ إيمانيّةً جعلتهم إلى الله أقرَبَ ومن معصيته أبعد،

لقد
أحسّوا أنفاسَ الأخوَّة، ووجدوا ريحَ الوحدَة والعدل والمساواة، ولقد وقف
مئاتُ الألوف بمئاتِ اللّغات على صعيدٍ واحد، يدعون ربًّا واحدًا،

ويتّبعون
نبيًّا واحدا، كلٌّ منهم قد ناجى ربَّه ومولاه بلغاتٍ مختلفة، لا تشغَلُه
لغةٌ عن لغة، ولا لِسان عن لسان، ولا دعاءٌ عن دعاء، يجيب

دعوةَ
هذا، ويغفِر زلّةَ ذاك، ويرَى دمعةَ هذا، ويسمَع أنينَ ذاك، فلا إلهَ إلا
الله، إنّه بهذهِ الجموع يُذكون في النفس استشعارَ مشاهد القيامةِ،

حينما يجمَع الله الأوّلين والآخرين على صعيدٍ واحد، حفاةً عراة غُرلاً، }يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ

حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ{[الحج:2].

ألا إنَّ من خاف مشاهدَ المحشرِ فلن يغلِبَه الأشرُ ولا البَطَر، وسينطلِق بالطاعة والتوبةِ لينقذَ نفسه من سقَر، }وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ *

لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{[المدثر:27-30].

حجّاجَ
بيت الله الحرَام، ها هي أعمالُ الحج أوشكَت على الانصرامِ، فما أنتم
فاعلون؟! أتَكون التوبَة النصوح والعملُ الصالح والاستقامة

على
طاعةِ الله بعد الحجّ هي النبراسَ لكم فيما بقي لكم من أعمار، أم هو
التساهُل والتخاذل والتدابُر والتفريط في جنب الله؟! أهُو إتباع السيئة

الحسَنَة أم إتباع الحسنات السيئات؟! ألا إنّ من علامات قبول العمل أن يواصلَ المرءُ الطاعةَ بالطاعة، }إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{[هود:114].

أيّها المسلمون، إنّ علينا جميعا أن ننقلَ ما شاهدناه في مناسك الحجّ من مشاعر الوحدة والتلاحم والتآخي والعدل والمساواة إلى

واقعِنا
اليوميّ وميداننا العملي، فما الحجُّ إلا نقطةُ انطلاقةٍ لترجمانِ حِكَمِه
بين المسلمين في شَتى الأقطار. إنّه ينبغي لكل حاج أن

يرجعَ إلى قومه وهو يحمِل في نفسه معنى الوحدةِ وحاجة الأمة إليها، وأنّ هذه الوحدَة لا يمكن أن تتحقَّق في أرضِ الواقع على اختلافٍ

في مصادِر التلقّي، ما لم يكن المصدَر واحدًا وهو كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ألا ترونَ ـ يا رعاكم الله ـ أنّه يحرُمُ مِن الرضاعة ما يحرم من النّسب؟! وأي رضاع أنشز للمحبة والإلفة من رضاعِ المعاني الإسلامية

السامية؟!
إنّنا بهذه العبارات لا نلتَمِس من المسلمين أن يكونَ مالك الأمر فيهم
جميعًا شخصًا واحدًا وسلطانا متفرِّدًا، فإن هذا من العسر

بمكان، ولكنهم غيرُ عاجزين عن أن يكونَ الوحي هو سلطانهم جميعًا،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
╣◄مـــــوســـوعة خطب ودروس عن الحج والحجيـج ►╠
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة صوتية عن وجوب الحج و فيمن يؤخر الحج دون عذر لفضيلة الشيخ د. سليمان الرحيلي حفظه
»  سنن في الحج
»  من منافع الحج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: منتدى المناسبات الإسلامية-
انتقل الى: